(1)
صِــدّيـــقَـــةُ
الأُمَّـــــــة مُـسْـتَـوْدَعُ
الـرَّحْـمَـة
لاذَت
وَراءَ الــبــابِ لـلـسِّـتْـرِ هـــذا
جَــزاءُ الـخَـيْـرِ بـالـشَّــرِّ
================
يَـسْتفيقُ
الصُّبْحُ من صَوْتِ دُعاها
إِن أَذانُ الفَـجْـرِ
بالحُبِّ دَعـاهـا
تَـنْـزِلُ
الأَمْــــلاكُ كَي تَــأْتَـــمَّ شَــوْقـــاً ناهِلينَ الفَضْلَ مِن فَيْضِ وِعـاها
كَـبَّــرَتْ،
فاسْتَيْقَظَ المِحْرابُ طَوْعاً
ظَـلَّـلَ الزَّهْـرا و باللُّطْفِ رَعـاهـا
قد
وَعَــــت أَسْرارَ كُلِّ الكَوْنِ جَمْعاً و ارْتَقَت سِرّاً و لا شَيْءٌ وَعـاها
بَـضْـعَـةُ الـمُـخْـتـارْ مَـوْطِـنُ الأَسْـــرارْ
تَهْطِلُ الرَّحْماتُ في وَقْتِ القُنوتِ عِـنْـدَمـا
تَــعْــرُجُ نَـحْـوَ الـمَـلَـكـوتِ
كُلُّ آذانِ السَّـمـا تُـصْغي احْتِراماً و يَظَلُّ الكَوْنُ في عُمْقِ السُّكوتِ
عِنْدَها الـجُـدْرانُ تَـرْتَـجُّ بِـحُـزْنٍ عِـنْـدَمـا تَـذْكُـرُ فِــعْــلَ الـجَـبَـروتِ
عِنْدَما الشَّيْطانُ قَد أَعْطاهُ إِذْناً نَحْوَ هَتْكِ الديـنِ في أَسْمى البُيوتِ
هَـتَّـكـوا الـحُـرْمَـــة أَيْـنَـهـا الرَّحْـمَـة؟
----------------------
نورُها يَـغْـشـي البَصَـرْ في صـلاةٍ بـالـسَّـحَــرْ يُـعْـجِـزُ الأَقْمارَ عَن كُــــلِّ وَصْــــفِ
كُـــلُّ لَــيْــلٍ يَــنْــطَــفـي خَـجِــلاً نــورُ الـقَـمَــرْ لا يُـــتِـــمُّ
لَــــيْــــلَــــــةً دونَ خَـسْـفِ
و تُــــنـــادي حــيــنَــهــــا: (كـيـفَ لـلـنّـورِ الأَغَــرْ أَنْ يَـراهُ ظـــالِــمـــاً دونَ
خَـــوْفِ؟)
----------------------
قُـلـوبٌ رَحـيـــمَــة بُــيـــوتٌ عَــظــيـمَـة
تُـحـاطُ احْـتِـراماً بِــــقَــــدْرٍ و قــــيــــمَــــة
فـكـيـفَ تَـعَــدَّى
بِـتَـلْـكَ الـجَــريـمَـة؟
و فـــاهُ الـسَّــمـاءِ يَـصـيـحُ
الـظَّـلـيــمَـــة
----------------------
بَـيْـتُـهـا الـمُـبَـجَّـلْ في الكِتابِ
مُـنْـزَلْ لا يَــرُدُّ قَــلْـــبــــاً بـالـهُـمـومِ مُـثْــقَـلْ
لا يَــــرُدُّ كَــــفّـــــاً بالـعَـطـاءِ تَــسْــأَلْ كيف مِثْلُ هـذا فيهِ
نارُ تُشْعَلْ؟!
----------------------
(2)
صِــدّيـــقَـــةُ
الأُمَّـــــــة مُـسْـتَـوْدَعُ
الـرَّحْـمَـة
لاذَت
وَراءَ الــبــابِ لـلـسِّـتْـرِ
هـــذا جَــزاءُ الـخَـيْـرِ بـالـشَّــرِّ
================
أَيُّـــهـــا
الــطـــارِقُ لـلـــبـــابِ تَـمَـهَّــلْ
مَشْهَدُ الـتَّـوْديعِ دَعْـهُ اليَوْمَ يَكْمَلْ
هل
رَأَيْتَ المُرْتَضى يَـحْـنـو عَـلَـيْـهـا
رافِـــــعَ الـكَـفَّـيْـنِ..للهِ
تَـــوَسَّــــلْ؟
هل
رَأَيْتَ المُجْتَبى قُـرْبَ حُـسَـيْــنٍ
يَـلْـمَحانِ اليُـتْـمَ نَحْوَ الدّارِ أَقْـبَـلْ؟
هل
رَأَيْتَ الـطِّـفْـلَـةَ الحَوْراءَ تَشْكو
كَيْفَ يا قَلْبي عن الدُّنْيا سَتَرْحَلْ؟
آهِ
يــا زَهْـــــراءْ آهِ يــا
زَهْـــــراءْ
هل
رَأَيْتَ البابَ يَـبْـكي بانْـكِسارِ؟
يَـذْكُـرُ الزَّهْراءَ ما بَـيْـنَ
الــجِــــدارِ
يَـذْكُـرُ
الـمِسْمـارَ أَدْمى صَدْرَ فُـلْـكٍ عِـنْـدَها اخْـتَـلَّـت قَوانينُ الـمَــدارِ
لا
تَـرى الـنَّـجْـمَ بِـأُفْـقِ الـلَّـيْـلِ نوراً لا تَرى الشَّمْسَ ضِياءً في الـنَّـهـارِ
بَل
تَـرى مِن كَـثْـرَةِ الـنَّـوْحِ عَـلَـيْـهـا جَـفَّــت الأَدْمُــعُ مِن عَـيْـنِ
البِحـارِ
آهِ
يــا زَهْـــــراءْ آهِ يــا
زَهْـــــراءْ
----------------------
مَشْهَدُ الحُزْنِ اكْـتَـمَــلْ حانَ
مـيـعـادُ الأَجَـــلْ أَيُّــهــــا الــمَـوْتُ فَـخُـذْ روحَ
فـاطِـــمْ
فـالـنَّـبِــيُّ الــمُـصْـطَـفى مُذْ عَن الـدُّنْـيـا رَحَلْ لَم
تَذُقْ طَــعْــمَ الـهَـنــا عِـنْـدَ ظـالِــمْ
فـــانْـقَــضَــــت أَيّــامُــهــا و المُصابُ اليومَ جَـلْ رَحْـمَـةُ
الباري قَضَتْ دونَ
راحِــــمْ
----------------------
فَـضَـجَّ الـيَـــتــامـى لِـفَـقْـدِ
الـبَــتـــولِ
تُــــواسي عَــلِـــيّــــاً و طـهَ الـرَّســولِ
و جِـبْـريلُ حُـزْنـاً أَتـى
فـي ذُهـــولِ
بِـقَـلْــبٍ كَــســيـرٍ و دَمْــــعٍ
هَــطـولِ
----------------------
مَـشْـهَـدٌ أَلـيـمٌ بالدُّموعِ يُـكْـتَـبْ لَو
رَآهُ صَـخْـراً قَلْبُهُ سَـيَـنْـحَــــبْ
سَـيَـراهُ صَعْبـاً
و يَكونُ أَصْعَبْ عِـنْـدَمــــا
يَــراهُ في عُيونِ زَيْـنَـبْ
(3)
صِــدّيـــقَـــةُ
الأُمَّـــــــة مُـسْـتَـوْدَعُ
الـرَّحْـمَـة
لاذَت
وَراءَ الــبــابِ لـلـسِّـتْـرِ
هـــذا جَــزاءُ الـخَـيْـرِ بـالـشَّــرِّ
================
يا أَمـيـرَ الـنَّـحْـلِ ما أَقْسى الفِراقـا عِـنْـدَمـا الـضِّـلْــعُ و عَـيْـنَـيْـكَ
تَــلاقـى
روحُكَ الوَلْهى إلى العَلْياءِ أَسْـرَتْ مِن
لَـهـيـبِ الشَّوْقِ تَـجْـتــازُ الـبُـراقـا
شَـوْقُـهـا أَنْ تَـلْـتَـقـي الزَّهْـراءَ
حَتّى يَـخْــمُـــدَ الـجُـرْحُ و يَـنْـعــادَ الـوِفــاقـا
جَـسَـدانِ اشْـتَـرَكا في الرّوحِ حَتّى أَصْـبَـحـا
وِتْــراً و يَـــأْبـى الإِفْـــتِــراقــــا
آهِ يـــا كَــــرّارْ آهِ يـــا كَــــرّارْ
يا أَبـا السِّبْطينِ ما أَعْـظَـمَ بَـأْسَــكْ تَنْحَني الأَرْضُ إِذا أَشْهَرْتَ
فَأْسَكْ
في عَظيمِ الخَطْبِ ما أَحْنَيْتَ رَأْسـاً و
أَراكَ اليَوْمَ قد أَحْـنَـيْـتَ رَأْسَـكْ
ما قَــرَأْنـــا في مَـدى الـتَّـأْريـخِ يَـوْماً أَنَّــــهُ عِـنْـدَ الــبَــلا يُـسْـمَـعُ
حِـسَّـكْ
لـكِـنِ الــيَــوْمَ سَـمِــعْــنــــاهُ جَـــلِـــيّــــاً ما تَـمـالَـكْـتَ بِكَسْرِ الضِّلْعِ نَـفْسَكْ
آهِ يـــا كَــــرّارْ آهِ يـــا كَــــرّارْ
----------------------
كَيف أَنْزَلْتَ الوُجـودْ في ظَـــلامٍ
بــالـلُّـحـودْ؟ و قَضَيْتَ عِنْدَهـا بـالـنَّـواعـــي
تَـرْمِـقُ الـبَـيْـتَ الذي طـاحَ
مِن دونِ العَمودْ بَـيْـتُـهـا مِن بَعْدِها في ضَــيــاعِ
خُــطْــوَةٌ تَــمْـشي لَـــهُ ثُــمَّ لـلـخَــلْـــفِ تَـــعــودْ نَـظْـرَةٌ لِـقَـبْـرِهـــــا بـافْـتِـجـاعِ
----------------------
أَراكَ
انْـحَــنَــيْـــتَ على الـقَـبْـرِ مُـثْـقَـلْ
فَـيـا
عُـظْـمَ قَلْبٍ بِــصَــبْــرٍ تَــحَــمَّــــلْ
بِـمــاضٍ
جَـمـيـلٍ تَــــعـــودُ و تَــــأْمَــــلْ
فَـأَقْـسـى
رَحـيـلٍ إِذا النَّبْضُ يَـرْحَـلْ
----------------------
يا
عَلِيُّ أَشْــعِـلْ بالتُّرابِ شَـمْـعَـة دُلَّــــنــــا
عَـلَـيْــــهِ فالوِصالُ رَوْعَـة
نَـعْـتَـنـيـهِ
شَوْقـاً لَو بِكُلِّ جُـمْـعَــة نَنْحَني
خُشوعاً و نَــرُشُّ دَمْـعَـــة
(4)
صِــدّيـــقَـــةُ
الأُمَّـــــــة مُـسْـتَـوْدَعُ
الـرَّحْـمَـة
لاذَت
وَراءَ الــبــابِ لـلـسِّـتْـرِ
هـــذا جَــزاءُ الـخَـيْـرِ بـالـشَّــرِّ
================
أَيُّ طَـيْـفٍ جـارِحٍ مَــرَّ بفِكْري سِرْبُ شَوْقٍ ضائِعٍ مِن دونِ وَكْرِ
بـاحِـثـاً عن مَـلْـجَـئٍ يَـأْوي
إِلَيْهِ تـائِــهـــاً لَــيْــسَ لَــهُ مِن مُـسْـتَـقَــرِّ
إِنَّـهُـم شـيـعَـتُـهـا اشْتاقوا إِلَـيْـهـا يَـسْـأَلونَ الشَّمْسَ عن أَنْـوَرِ قَـبْـرِ
لا تَحاروا و انْظُروا قَلْبي مُضيئاً إِنَّ
قَـبْـرَ البِضْعَةِ الزَّهْـرا بِـصَـدْري
مَـوْضِـعُ الـقَـبْـرِ داخِـلَ الـصَّـدْرِ
كَـمْ تَـمَـنَّـوْا لَـثْـمَ شُبّاكٍ
مُذَهَّبْ شَوْقُـهُـم بَـحْـرٌ غَزيرٌ لَيْسَ يَنْضَبْ
كُـلَّمـا حَـسّـوا بِـبُـعْـدٍ عَن
ثَراها قَـبْـرُهـا
الـقُـدْسِـيُّ للقَلْـبِ تَــقَــرَّبْ
وَجَّـهـوا بَـوْصَــلَـةَ الـشَّـوْقِ
إِلَيْهِ و
اسْتَعَدّوا لِصَلاةٍ سَوْفَ تُنْصَبْ
عِنْدَما المَهْدِيُّ عِنْدَ القَبْرِ يَدْعـو خُـذْ
بِـثـارِ البِضْعَةِ الزَّهْـراءِ يا رَبْ
يُـنْـزِلُ الـبـاري مَـوْعِـدَ الـثّــارِ
----------------------
نَـرْتَجـي ذاكَ الـزَّمـانْ كُـلُّــــنـــا
نَـلْــــقـــى الأَمــــان كَــفُّـنــا
في كَـــــفِّـــــهِ لـلــخَــــلاصِ
ثَــــأْرُنـا ضِــــدَّ الــــذي في هُـجـومِ الدارِ خـــــانْ و يُـــجَـــرُّ
خَـــلْـــفَــــهُ كُـلُّ عـاصـي
في قَـصـاصٍ عــــادِلٍ يُصْلَبُ
الشَّخْصُ الـمُدانْ إِنَّ أَحْــكـــامَ الـسَّمـا في القَصـاصِ
----------------------
قَـصـاصٌ مُــقَــدَّسْ على
مَن تَـغَـطْــرَسْ
على مَـن بِـــظُـلْــــمٍ و جَـــــوْرٍ تَــــرَأَّسْ
على مَـن تَــــعَــــدّى و للـبُـغْـضِ أَسَّـــسْ
و بـــالـحُــكْــمِ هــذا رُؤى الدينِ تُـغْـرَسْ
----------------------
فالـفَـسـادُ فــانٍ و الصَّلاحُ يَـبْـقـى و
الضَّلالُ هاوٍ و الرَّشـادُ يَـرْقى
لا نُريدُ ظُـلْـمـــاً لا
نُريدُ حَـــمْــقـــى كُلَّمـا
انْـتَـظَـرْنـا نَـسْتَـزيـدُ شَوْقــا
(5)
صِــدّيـــقَـــةُ
الأُمَّـــــــة مُـسْـتَـوْدَعُ
الـرَّحْـمَـة
لاذَت
وَراءَ الــبــابِ لـلـسِّـتْـرِ
هـــذا جَــزاءُ الـخَـيْـرِ بـالـشَّــرِّ
================
كَـفَّـنَ
التَّأْريخُ مَــفْــهــومَ الحَـقـيقَـة قـابِـراً صَــوْتَ العُـقـولِ الـمُـسْـتَـفـيقَـة
ساعِياً
للـرُّبْـحِ من أَنّـــاتِ ثَـكْـلـى
مُـسْـتَـهــيــنــاً بالـجِــراحــاتِ الـعَـمـيـقَـة
أَخْمَدَ
التَّغْريدَ ضِـدَّ الظُّلْمِ ظُـلْـمــاً
و ابَـتَـدى التَّـصْـفـيقَ إِن أَبْدى نَـعـيقَـه
أَيُّ
تَـأْريــخٍ بِــــهِ الـزَّهْــراءُ يَـبْـدو قَـوْلُـهــا زَيْـــــفٌ
لِـتَـزْويـرِ الـحَــقـــيـقَـــة!
زَوَّروا الـحَـقّـا
و الـهُـدى يَـبْـقـى
إِنَّـهُ الـتَّـأْريخُ في جَـيْـبِ السَّلاطيـنْ يَـخْــذُلُ
المَظْلومَ مِن أَجْلِ الـمَـلايـيـنْ
كَيْفَ لـلـزَّهْـــراءِ أَنْ تَــرْمِــقَ مــــالاً بَيـْنـَمـا
الشَّيْطانُ وَعْياً يَرْمِقُ الدينْ؟!
ضاعَ مِـعـيـارُ الهُدى في عَيْنِ حِـبْـرٍ تِـسْـتِـرُ الـمَـضْـمـونَ حِـفْظاً للعَناوينْ
لَن تَرى الإِنْصافَ ما دامَت بُطونٌ تَـسْـتَـلِـذُّ
الـدمَّ مِن عِـرْقِ الـمَسـاكينْ
تَـكْـشِـفُ الأَمْـوالْ مَـحْـبَـرَ الـدَّجّــالْ
----------------------
أَيُّ
شَـــوْكٍ ظــالِـــمٍ راحَ يَــطْــعَــنُ
الــــوُرودْ أَيُّ بُـغْـضٍ عِـنْــدَهُم لا يُــضـــاهـى
هـذه
مَـن يَـنْـحَـنـي تَحْتَ رِجْـلَـيْـهـا الــوُجـودْ هــــــذِه أُمُّ الـهُــدى بِــنْــتُ طــــه
كيف
صــارَ حَـقُّـهــا مُـنْـكَـراً عِنْدَ الـجَـحـودْ؟! كيف
عَن نِـحْـلَـتِـهـا قد نَـهـاهـا؟!
----------------------
تَــصَــــدَّت
بِــعِــلْــمٍ لَـهُـم بِـنْـتُ أَحْــمَــــدْ
بِـــقَــوْلٍ
فَــصــيــحٍ لَـهـا الـنَّـصُّ يَـشْـهَـدْ
فَـحَـقّـي
مُــصــــانٌ و هَـيْـهـاتِ يُـجْـحَـدْ
فَـمَـهْـمـا
طَـغَـيْـتُـم ثَـــبــــــاتـــي تَـــوَقَّــــدْ
----------------------
أَسَّسَت
سِـلاحـاً يُـرْكِـعُ الكَـراسي فِـكْـرُه رَصينٌ في
المَدى السِّياسي
مَــهَّــدَت
لِـجـيـلٍ ثابِـتُ الأَساسِ واعِــيـاً
قَـوِيّــاً يَـــقْـــهَــرُ الـمَـآســي
----------------------
حسين الجني
3/3/2015
الرادود: سيد حسن البلادي
مأتم السنابس – خارج ليلاً