(1)
احْـمِـلـوا
نَـعْـشـي نَـحْـوَ الــبَــقــيــعِ
و انْـقُـشـوا فـي
الـكَـفَــنْ إِنّـي أَهْــوى
الـحَـسَــنْ
===============
سَقَيْتَ القَلْبَ من
كَفِّ الهُدى الأَنْقى و ما
خابَ الذي من كَفِّكُم يُسْقى
سَـــــلامُ اللهِ يـا
مَـوْلايَ مِـن قَــلْـــبٍ يَـزيــدُ
الـبُـعْـدُ في نَـبْـضـاتِـــهِ شَوْقا
كَــريــــــمٌ قد
وَهَــبْــتَ الـبَـحْـــرَ آلاءً فَصارَ البَـحْــرُ من آلائِـكُـم رِزْقـــا
فَلا تَـنْـسـى
كُــفــوفــي يا ابْــنَ يـــسٍ
فَـإِن رُدَّت فَـإِنّـي دونَـكُـم أَشْـقـى
فَـأَنْــتَ الـقِـبْـلَـةُ
الـعُـظْـمـى لآمـــــالي فَلَم أَذْهَبْ بِـهـا غَـرْباً و لا شَرْقــا
أَنا مِن دونِـكُــم صِـفْـــرٌ
بِــــــلا شَيْءٍ أَنا
في حُـبِّـكُــم أَرْقـى إلى الأَرْقـى
طَرَقْتُ البابَ
بالسُّؤْلِ فَجُدْ يا صاحِبَ الفَضْلِ
بِحَبْلِ الوَصْلِ مَـفْـتـونٌ و ما
أَحْـــلاهُ مِن وَصْلِ
------------------------------
جِئْتُ و القَلْبُ
إِلَيْكُـم بـأَشْـــواقٍ سَـعـى
يـا كَـريـمـاً لم يُـخَـيِّـبْ سُــؤالَ مَـن دَعـــا
إِنَّ قَـلْـبـي
بـافْـتِــخــارٍ لِـمَـعْـنــاكُـــم
وَعــى
فَلِذا قد جـاءَ
يَـشْـكو و بـالـحُــزْنِ نَـعـى
قَلْبُكَ
الـمِـعْـطــاءُ آتٍ إلـى قَـلْـبــي
رَعــى
لَـيْـتَـهُـم حَتّى
نُشوري يَــظَـــلّانِ مَــــعـــــا
جِــئْـــتُ
بــالــقَــلْـــبِ فَـلْـتَـكُــنْ قُـــرْبــي
------------------------------
(2)
احْـمِـلـوا
نَـعْـشـي نَـحْـوَ الــبَــقــيــعِ
و انْـقُـشـوا فـي
الـكَـفَــنْ إِنّـي أَهْــوى
الـحَـسَــنْ
===============
تَــرَفَّـــقْ أَيُّــهــا
الــسُّـــــمُّ بِمَوْلانـــا فَكَم مِنْكَ الإِمامُ الـمُـجْـتَـبـى عـانــا
أَلا فَاخْجَلْ
فَأَنْتَ اليَوْمَ في جِسْمٍ عَـظـيـمٍ دونَـــــهُ الإِسْلامُ ما كـانـا
أَلا فَانْظُرْ لِرَكْبِ
الدينِ مَصْدوعـاً فَهذا
الـمُـجْـتَـبــى لـلـرَّكْـبِ رُبّــــانــــا
أَلا فَانْظُرْ لِبابِ
الـدّارِ مُـكْـتَـضّــاً مِن الـسُّــؤّالِ تَـرْجـو مِنْهُ تِـحْـنـانـا
أَلا فَانْظُرْ حُـسَـيْـنـاً
باكِـيـاً يَدْعـو أَخي
إِن رِحْتَ عَنّي مَوْعِدي حانا
فَقُمْ لي يا أَخي
وامْسَحْ على قَلْبي فَإِنّي سَـوْفَ أَقْضي العُـمْـرَ أَحْزانا
كَسـيـرٌ وانْـحَـنـى
ظَهْري و هـذا أَوَّلُ
الكَـسْـرِ
و كَـسْـــرٌ آخَـــــرٌ
ثــــانٍ على العَـبّـاسِ بالـنَّـهْـرِ
------------------------------
يا أَخي كَـسْـرٌ شَـديــدٌ
و لـكِـــنَّ الأَشَــــدْ
عِنْدَمـا أَبْـقـى
وَحــيـــداً و مـالـي مِن أَحَــدْ
جِـئْـتُ للـنَّـهْـرِ
بِـحُـزْنٍ و ما عِنْدي جَـلَـدْ
رُمْــــتُ
لـلـعَــبّـــاسِ دامٍ على الـرَّمْلِ
سَـجَـدْ
أَيُّ وَصْفٍ يا عَضيدي إلى حالِ الجَسَدْ؟!
دونَ عَــيْــنٍ و كُـفـوفٍ قَـــتـــيــــلاً بـالــعَــمَــدْ
جَـــدَّدوا
كَــسْــري آهِ وا ظَـــهْـــري
------------------------------
(3)
احْـمِـلـوا نَـعْـشـي
نَـحْـوَ الــبَــقــيــعِ
و انْـقُـشـوا فـي الـكَـفَــنْ إِنّـي أَهْــوى الـحَـسَــنْ
===============
أَيا نَـبْـعَ
الـهَـوى يا مـالِــــكَ النَّـبْـضِ وَقِفْنا
خُشَّعاً في صَـحْـنِـكَ الفِـضّــي
نَرى الـشُّـبّــاكَ بـالـيـاقـوتِ
بَــرّاقـــاً مُضيئاً يُـخْـجِـلُ الأَقْـمـارَ بالوَمْـضِ
نَرى الصَّـحْـنَ من
الزُّوّارِ مَـمْـلـوءً أَقاموا
في خُـشـوعٍ رَكْـعَـةَ الـفَــرْضِ
نَرى جَـمْـعـاً بِتَـسْبـيـحٍ
و تَـهْـلـيـلٍ نَرى جَـمْعاً بِدَرْسِ العِلْمِ و الوَعْـضِ
نَرى طِفْلاً صَغيراً
حامِـلاً خَـيْـطـاً إلى الشُّبّاكِ
يَطْوي الخَطْوَ بالرَّكْضِ
نَرى شَـيْـخـاً على كُـرْسِـيِّـهِ
يَـدْعو إِلهي خُــذْ بِصَـحْـنِ المُجْتَبى نَـبْـضي
فَـمـا أَحْـلاهُ من مَـرْقَــــدْ بِنَقْشِ
الدُّرِّ و العَسْـجَـدْ
ضَــريــحٌ شـامِـــخٌ
عـالٍ رَفـيـعـاً للسَّـمــــا مُـمْـتَــدْ
------------------------------
أَيُّ صَحْنٍ قد حَواكُـمْ لَـهُ شَـــــأْنٌ رَفــيــعْ؟
ذو شُـمـــوخٍ وعُــلُــوٍّ و ذو حُصْنٍ
مَـنـيـعْ
لَم يَضِقْ بالجَمْعِ
يَـوْمـاً و بل يَحْوي الجَميـعْ
نَـسْـمَـةُ العُـشّـاقِ
فيهِ كَـنَـسْـمـاتِ
الرَّبـيـعْ
فاشْـتَـرَيْـنـاكُـم
بِـحُـبٍّ و كَـلاّ
لَـــن نَــبــيــعْ
و بِصَوْتِ الحُــبِّ
قُلْنا سَـــــلامٌ لـلـبَــقــيـــعْ
مَـوْضِــــعُ
الــقَــبْـــرِ داخِـــلَ
الـصَّـــدْرِ
------------------------------
(4)
احْـمِـلـوا
نَـعْـشـي نَـحْـوَ الــبَــقــيــعِ
و انْـقُـشـوا فـي
الـكَـفَــنْ إِنّـي أَهْــوى
الـحَـسَــنْ
===============
نَظَرْتُ المَوْتَ في (صِفّينَ) في عَـجْــزٍ يَرى القَتْلى أُلوفاً في صُفوفِ الشَّـرْ
يَرى أَعْـجـازَ نَـخْـلٍ
صُرِّعَـــت أَرْضــاً بِـريـحٍ صَـرْصَــرٍ من سَيْفِهِ الأَحْمَـرْ
يَرى الـزِّلْــزالَ
من أَقْــواسِــــهِ يُـرْمــى يَرى السِّجّيلَ مِن غَـيـمـاتِـهِ أَمْطَـرْ
يَرى خَـسْـفـاً إِذا
صَـيْـحـاتُـهُ تَــعْـلــو يَرى طوفانَــهُ في جَـيْـشِـهِـم دَمَّـــرْ
سَأَلْـتُ المَوْتَ مَن
هـذا الذي يَـأْبــى بِأَن يُـحْـنـى لَهُ رَأْسٌ إلى الـمُنْكَـرْ؟
فَرَدَّ الـسُّــؤْلَ
لا تَـعْـجَـــبْ بِـمـا تَلْقى فَهذا المُجْتَبى ابْـنُ المُرْتَضى حَـيْــدَرْ
قَـوِيُّ البَأْسِ لا
يَـخْـضَـعْ عَظيمُ الصَّبْـرِ لا يَـجْـزَعْ
شَـديــدُ الـعَـزْمِ
مِــقْـداماً لِـغَـيْـــرِ اللهِ لا يَــرْكَــــعْ
------------------------------
جَــدَّلَ الـقَــوْمَ
ضَـحـايـا بِـبُـرْكـانِ الـحِـمَـمْ
قَـرَّروا التَّـحْكيـمَ
خُـبْـثاً بِــقُـــرآنِ الأُمَـــــمْ
لَيْـسَ حُـبّـاً في كِــتــابٍ حَوى كُـلَّ القِـيَـمْ
إِنَّـمـا مِــن سَــيْـفِـــهِ
قَـد جَرَتْ
أَبْــحُـرُ دَمْ
و بِـمَـرِّ الـعُـمْـرِ
عــادوا لِـثَـأْرٍ في الـقِـــدَمْ
مِن وَراءِ الظَّهْـرِ
جاءوا و دَسّـوا
لَـهُ سَـمْ
هـكَـذا الـظُّـــــلاّمْ تَـعْـشَـقُ الإِجْـــرامْ
------------------------------
(5)
احْـمِـلـوا
نَـعْـشـي نَـحْـوَ الــبَــقــيــعِ
و انْـقُـشـوا فـي
الـكَـفَــنْ إِنّـي أَهْــوى
الـحَـسَــنْ
===============
تَعالَيْتُم عن الـتَّـزْيـيـفِ
و الباطِلْ كَـمـالٌ
مُـطْـلَـقٌ مِن قُـدْرَةِ الكامِلْ
بِـديـنِ اللهِ طَـهَّـرْتُــم
نَـجـاســـاتٍ و أَيْـقَـظْـتُـم
زَمـانــاً بـالـدُّنـا غــافِـلْ
بَـنى الشَّيْطانُ
ديناً ضِدَّكُم خُـبْـثاً كَسُمٍّ
كانَ في صَـدْرِ الهُدى قاتِـلْ
و إِسْـلامُ ابْنِ هِنْدٍ
كانَ مَـبْــنِــيّــاً لِقَتْلِ الدينِ فِـكْـرِيّــاً من الـداخِـلْ
أَرادوا قَـلْـعَ ديـنِ
اللهِ من جَــذْرٍ بِـإِبْـعـادِ الإِمامِ الـمُـنْـصِفِ العادِلْ
فَـــلا واللهِ ديــنُ
المُصْطَفـى بـاقٍ و دينُ الشِّرْكِ مَهْما قد طَغى زائِلْ
بِكُم يا سادَةَ الـعِـصْـمَـة وَجَدْنا
الدينَ بالـقِـمَّـة
و لَـوْلاكُـم لَـمـا
كانَـــتْ بِـخَـيْــرٍ هــذه
الأُمَّــــة
------------------------------
قد نَـشَـرْتُـم دينَ
طه إلـــى كُــــلِّ الأَنــــامْ
دينُ صِدْقٍ و احْتِرامٍ
و حُـبٍّ و سَــلامْ
مُشْرِقـاً في كُـلِّ
قَلْبٍ مُـــــذِلاًّ
لـلـظَّـــلامْ
لَم يَـكُـنْ ديـنَ عِـداءٍ و بُغْضٍ و انْـتِـقــامْ
حُـبُّـكُـم ديـنٌ و
هذا على الصَّدْرِ
وِسـامْ
يا مُـنـى القَلْـبِ إِلَيْكُم من القَلْبِ سَــــلامْ
ســــادَةُ الإِســــلامْ تَـكْـسِــرُ الأَصْــنــامْ
------------------------------
حسين الجني
16/11/2015
- الرادود: عبد الجبار الدرازي
مأتم بن خميس – خارج ليلاً