الأربعاء، 27 أبريل 2016

موكبية - استشهاد السيدة زينب (ع) - 2016


(1)
يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة      يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة     
إلى الـــشّـــامْ   جـيـنـا نِــرْفَــــع أَعْـــــلامْ   
------------------------------
يا مَن لَكِ القَلْبُ عَشّاقـاً مُـتَـيَّــمْ        ما زِلْتُ بالـقُـبَّـــةِ الـنَّـوْراءِ أَحْـلَـمْ
ما زالَ للقَلْبِ نَـبْـضاتُ اشْتِـياقٍ        في كَفَنِ الحُبِّ نَحْوَ الشّامِ أَحْـرَمْ
إِنّي بِشَوْقي إلى الأَعْتابِ أَضْحَتْ        عَيْنايَ غَيْماتٌ و أَمْطارُها الدمْ؟
فالدَّمْعُ في صَـمْـتِــهِ أَسْـمـى كَلامٍ        ما أَصْدَقَ الدَّمْعَ إِنْ صَمْتاً تَـكَـلَّـمْ
ما زالَ جُـرْحُ الـمَـسـافاتِ بِقَلْبي        و نَـظْـرَةُ الـمَـرْقَـدِ الـبَـرّاقِ بَلْسَـمْ
قَلْبي بِـمِـحْـرابِــهِ الأَقْــــدَسِ صَلّى        ثُـمَّ عَـلَـيْـكِ أَيــا زَيْـنَـــــبَ سَـلَّــمْ

هل لي إلى شُبّاكِكِ القُدْسِيِّ نَـظْرَة؟      فالقَلْبُ ظَمْآنٌ و تَكْفي مِنْكِ قَطْرَة
لو كانَ في الـمَـوْتِ سَـبـيـلاً لِوُصولي      يا لَـيْـتَـنـي أُقْـتَـلُ لَو مَـلْـيـونَ مَــرَّة

روحي بكُلِّ شَوْقٍ      إِن بالضَّريحِ حَلَّتْ      وَصَّـيْـتُـهـا حَــذارٍ     لا تَذْكُري حُـسَـيْـنـا
لا تَــذْكُريـــــهِ دامٍ      فَوْقَ الفُراتِ ظــامٍ      كي لا أَرى دُموعاً     و أَسْــمَـــــعُ الأَنـيـنــا

أَرْنـو لأَعْـمـاقِ الـسَّمـا      بالـمُـهْـجَـةِ الـصَّـديـعَـة
مـتــى بِـقَـبْــرِكِ الـلِّـقــا      أَيَّــــتُــهــا الـشَّـفـيـعَـــة؟
أَقْسَمْتُ بالكفِّ التي      طاحَت على الشَّريعَة
قَـلْـبـي إِلَـيْــكِ عاشِـقـاً      يا زَيْـنَــبَ الـوَديـــعَـــة
----------------------

(2)
يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة      يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة     
إلى الـــشّـــامْ   جـيـنـا نِــرْفَــــع أَعْـــــلامْ   
------------------------------
في هَــدْئَــــةِ اللَّيْلِ ضـاعَ الفِكْرُ مِنّي         و عِنْدَ مِحْرابِكِ اسْتَوْقَـفْـــتُ ضَـعْني
لَـيْـلٌ أَخـيـرٌ بدَعْـواتٍ و شَـكْــوى         أُصْـغــي إِلَــيْـــكِ تُــنــاديـــنَ بِـحُــزْنِ:
(يا رَبِّ ما عِـشْـــتُ كالأَطْفالِ أَلْهو         بل إِنَّ حُزْني ابْتَدى من صُغْرِ سِنّي
جَــدّي رَسـولُ السَّما يَـمْضي سَريعاً         و تَــرْحَــلُ البَـضْـعَــةُ الـزَّهْــراءُ عَـنّـي
و والِـــــدي في مُـصَــلاّهُ خَـضـيبـاً         و الـمُـجْـتَـبـى سُـمُّـــهُ غَــــيَّـــرَ لَــوْنـــي
و السِّبْطُ في كَرْبَلا أَقْسى مُصـابٍ         أَدْمــى جُـفـونـي و ظَهْري مِنْهُ مَحْني

يا رَبِّ ما مَرَّ عَلَيَّ مِثْلَ عاشورْ         يَوْمٌ رَأَيْتُ الشَّمْسَ في الظُّهْرِ بِلا نورْ
رَأَيْتُ كَفّاً لأَخي العَبّاسِ مَبْتورْ         رَأَيْتُ صَدْراً لِحُسَيْنِ الطُّهْرِ مَـكْسـورْ

و الــشّــامُ يا إِلـهــي     هَــــمٌّ و أَيُّ هَــــمٍّ      قاسَـيْـتُ في ثَـراها      من عُـصْـبَـةِ الظَّـلامِ
أُدْخِلْتُ قَصْرَ طاغٍ     في جُرْمِهِ تَـمـادى     حَتّى أَتى بِرَأْسِ الــ      ــحُسَيْنِ و هْـوَ دامي

يا رَبِّ هـذه دَعْـــوَتي      في اللَّـيْـلَـةِ الأَخـيــرَة
خُـذْ حَـقَّـنا يا سَيِّدي      من طُـغْـمَـةٍ حَـقـيـرَة
أُنْـصُـرْ غَـداً مَـهْـدِيَّـنـا       بـالـرّايَـــــةِ الـمُـنـيـرَة
يا ثارَ مَسْلوبِ الرِّدى      والـجُـثَّــــةِ الــعَــفــيــرَة
----------------------

(3)
يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة      يــــا زيـنــب الـوَديــــعَــــة     
إلى الـــشّـــامْ   جـيـنـا نِــرْفَــــع أَعْـــــلامْ   
------------------------------
أَمْـسَكْـتُ حِبْراً مَـلـيـئـاً بالغَرامِ        و على القَلْبِ ابْتَدى نَقْشُ كَلامي
في أَوَّلِ السَّطْرِ عَنْوَنْتُ أَنا مَنْ        "إِنّـــي مُــوالٍ إلى الآلِ الـكِــرامِ"
والَـيْـتُـكُــم يا بَـنـي طـــه و هذا        يَـكْـفـي بِأَن أَرْتَــقــي بَـيْـنَ الأَنــــامِ
آمَنْتُ بالحُبِّ لا يَــرْقى سَــمــاءً        إن لم يَكُن فيكُـمُ حَبْلُ اعْتِصـامي
آمَنْتُ أن لا يَكونَ الدينُ حَقّــاً        من دونِ نَـهْــجٍ سَـــمــاوِيٍّ إِمــــامي
ما بِـعْــتُ حُــبَّــكُــمُ يــا آلَ طــه        لو تُـوْضَــعُ الدُّنْيا و ما فيها أَمـــامي

آمَنْتُ أَنَّ الـمِـنْـبَـرَ الـمِـعْـطـاءَ دينا        إِنْ ضَجَّ بالحُزْنِ و نادى واحُسَيْنا
آمَنْتُ أَنَّ الـــدَّمْــــعَ إِنْ سـالَ عَلَيْكُم        أُسْـقــاهُ يَوْمَ الحَشْرِ عَذْباً و مَعينا

آمَنْتُ أَنَّ لَـطْـمـي      في مَوْكِبِ عَزاكُـمْ       تُـحْـنـى لَـهُ الجِبالُ     من شِـدَّةِ الثَّوابِ
آمَنْتُ أَنَّ خَـيْـطـاً      عَـلَّــقْــتُــهُ بِـكَـفّـــي       في شِــدَّةِ الـبَـلايـا     مِـفْـتـاحُ كُلِّ بابِ

هــذا وَلاءٌ ثــابِـــــتٌ       و هـذه الـعَـــقـــيـــدَة
أَبْــقــى إِلَـيْـكُم عاشِقاً        يا غـايَـتـي الوَحيدَة
يا مَلْجَأي، يا مَوْئِلي       في الكُرْبَةِ الشَّديـدَة

في حُبِّكُم نِلْتُ العَلى       و الـجَـنَّــةَ السَّعيـدَة

--------------------------
حسين الجني
21/4/2016

- الرادود: حسين قمبر
مأتم السنابس – خارج ليلاً