كـاظِـمَ الآلِ بِـدَمْـعِ
الاشْـتِـيـاقْ جِـئْـتُ ظَـمْـآنــاً
إلى أَرْضِ الـعِـراقْ
---------------------
كـاظِـــمَ الآلِ بــشَــوْقٍ قَـلْـبِـيَ
الـظَّـمْــآنُ حَـلَّـقْ
فَــوْقَ نـــورٍ نَــــبَــــوِيٍّ من
سَنى وَجْهِكَ أَشْرَقْ
جِـئْـــتُ بَـغْـدادَ
وقَلْبي في هوى عِشْقِكَ مُغْرَقْ
ضُـمَّـنـي عِـنْـدَكَ
طَيْراً هـائِـمــاً
فـيــكَ تَــعَــلَّـــقْ
قد طَرَقْتُ البابَ حُبّاً وكَـفـى بــابُــــكُ يُــطْـرَقْ
لَــــكَ آلافُ الـتَّـحـايــــا يـا إِمــام الـهَــدْي للحَـقْ
قَلْبِيَ الظَّمْآنُ
من نَـبْـع الإِمامَة فاسْقِهِ يا سَيِّدي بَعْضَ الكَرامَة
لم يَـجِـدْ شَـيْـئـاً
يُرَوّيهِ و لكِن نَـبْـعُـكَ القُدْسِيُّ
من كانَ أَمـامَـه
يـــــا نَـبْــعَ أَيّـــــامي في كُــــلِّ أَعْـــوامي
فَـلْـتُسْقِني كَــأْســــاً يا
قِـبْــلَــةَ الـظّـامي
خُذْ سَيِّدي عَهْـداً من مَدْمَعي الهامي
أَبْـقـى إلى الحَـشْـرِ في خَطِّكَ السّامي
أَيُّ شَــوْقٍ شَــــدَّني
بَعْد الفِـراقِ؟ لِلِقاءِ الديـنِ ما أَسْـمـى التَّلاقي
من شَراييني نَسَجْتُ
الحُبَّ حتى أَصْبَح
الحُبُّ بِكُم عَذْبَ المَـذاقِ
إِنَّهُ الـقَـلْـبُ
إلَـيْـكُم في اشْـــتِـــيـاقٍ ومتى لم يَشْتَعِلْ بالاشْـتِــيــاقِ؟
كي أَرى قُـبَّـتَــكَ
الــنَّــوْراءَ أَدْعــو رَبِّ نَــوِّرْني بـأَنْـــوارِ الــعِــراقِ
كـاظِـمَ الآلِ
بِـدَمْـعِ الاشْـتِـيـاقْ
جِـئْـتُ ظَـمْـآنــاً إلى أَرْضِ الـعِـراقْ
---------------------
كـاظِــمَ الآلِ بـحُـــزْنٍ أَرْتَـجـي الوَصْلَ لِسِجْنِكْ
عَـلَّـنـي أَحْظى بِــمَــنٍّ كيف لا؟ فاعْطُفْ بِمَنِّكْ
جاءَكَ الــقَـلْـبُ
ولكِن صارَ مَـحْــزونــاً
لِحُـزْنِــكْ
قد رَأى الجُدْرانَ تَبْكي خُشَّعاً من عَـذْبِ لَحْنِكْ
لم تَكُن في ضيقِ سِجْنٍ بل تَـوَسَّـعْــتَ بِـكَـوْنِــــكْ
كُنْتَ تَـدْعـو الله
لَيْلاً رَبِّ خُذْني وَسْطَ عَـيْنِكْ
في زَوايا السِّجْنِ أَنّاتُ
المَلائِكْ في قُـنـوتِ الشَّفْعِ للجَنّاتِ سالِكْ
كُـنْـتَ تَدعو بافْـتِـجـاعٍ
يا إِلهي وَجْـهُـكَ الباقي وكُلُّ الخَلْقِ هالِكْ
في رَكْعَةِ الـوِتْـرِ
في آخِــرِ العُمْـرِ
تَدْعـو أَيــا رَبّي فاخْتُمْ
لي بـالخَيْرِ
فَـسُــمُّ هـــارونٍ بَيْنَ الدِّمـا يَجْري
فَـلْـعَـنْـهُ يا رَبّي لَعْناً مَدى الدَّهْرِ
إِنَّهُ لَيْلٌ طَويلٌ
سَوْف يَـمْــتَــدْ فَـجْـرُهُ نَـصْــرٌ سَـمـاوِيٌّ مُـؤَكَّـــدْ
إِنَّـمـا الـنَّـصْـرُ
إلى كُلِّ صَـبـورٍ في رِضا
الله فَدى الدينَ المُسَدَّدْ
ذِكْرُ هارونَ بَقى في
بِضْعِ يَوْمٍ و بَقى
ذِكْـرُكَ في الـعُـمْـرِ مُـؤَبَّـدْ
ذِكْرُكُم لا يَنْقَضي
في كُلِّ حـيـنٍ فَــسَــلامٌ لَــكُــمُ يا آلَ أَحْــــمَـــــدْ
كـاظِـمَ الآلِ
بِـدَمْـعِ الاشْـتِـيـاقْ جِـئْـتُ
ظَـمْـآنــاً إلى أَرْضِ الـعِـراقْ
---------------------
كــاظِـــــمَ الآلِ تَـرَفَّــقْ وانْظُرِ
الأَيْـتـامَ حَـوْلَــكْ
تَسْأَلُ القَلْبَ الـمُـدَمّى
بالأَسى تَـرْقَـبُ قَــوْلَـــكْ
ما لَـهُ الجِسْمُ نَـحيلٌ؟ مالذي غَـيَّــرَ شَـكْـلَكْ؟
ما له الظَّهْرُ ضَعيفٌ؟ مالذي أَثْــقَــلَ رِجْـلَــكْ؟
هل صَحيحٌ ما سَـمِعْنا
للجِنانِ
اخْتُرْتَ مَسْلَكْ؟
أَنْت تَـحْـيـــا يا
إِمـامي و عَــــدُوُّ
اللهِ يَــــهْــــلَــــكْ
ما لَهُ السُّمُّ سَرى
في قَلْبِ طُهْرٍ؟ إِنَّهُ الـشَّـوْكُ غَزى طُهْرَ الوُرودِ
إنَّـهُـم جـاءوا من
الـظَّـهْــرِ وهـــذه لَـدْغَــةُ
الأَفْـعى إلى قَتْلِ الأُسودِ
لَـهْـفــي لأَيْــــتـــــامٍ قد عاشَت الظُّلْمَة
مذ أَوْدَعــوا سُـمّـاً في آيَــــةِ الـرَّحْـمَـــة
من فَقْدِكَ انْـهارَت من واقِعِ الصَّدْمَــة
تَدْعوكَ فَـلْـتَـرْجَـــعْ يــا
سَــــيِّــــدَ الأُمَّــــة
شَيَّعوا النَّعْشَ بتَكْبيرٍ
وتَـهْـلـيـلْ قد قَضى موسى بتَعْذيبٍ
وتَنْكيلْ
ضَـجَّـــةٌ بالجِسْرِ
هَــزَّت قَبْرَ طه وأَتى يَـحْــذوهُ
مـيـكـالَ و جِـبْـريلْ
سَجَّلَ الـتَّــأْريـخُ
يَوْماً لا يُـضـاهى شَيَّعوا الديـنَ بتَقْديسٍ وتَـبْـجـيـلْ
أَنْتَ نَهْجٌ ما بَـقـى
الدَّهْرُ سَيَبْقى كُلُّ
جيلٍ سَـلَّـمَ الـنَّـهْـجَ إلى جيلْ
---------------------
كـاظِـمَ الآلِ
بِـدَمْـعِ الاشْـتِـيـاقْ جِـئْـتُ ظَـمْـآنــاً إلى أَرْضِ الـعِـراقْ
---------------------
كاظِمَ الآلِ بـصِـدْقٍ لم تَكُن في الحَرْبِ فَـرْدا
إِنَّني عِنْدَكَ سَـيْـفٌ أو لِسَيْفِ الحَقِّ غِـمْدا
إِنَّ فِـرْعَــوْنَ بِـجُرْمٍ واضْـطِـهــادٍ قد تَـعَــدّى
وبَقى عَـهْــدُكَ دَهْراً وانْـقَـضـى للظُّلْمِ عَـهْـدا
إنَّني قَـدَّمْـتُ نَفْسي ضِدَّ مَـوْجِ الظُّلْمِ سَــدّا
إِنَّني حَرْبٌ لِمَن
قد حارَبَ الدينَ الـمُـفَـدّى
إِنَّني ياسَـيِّـــدي
في كُلِّ شِدَّة ثـابِــتَ
المَوْقِفِ لا أَعْرِفُ رِدَّة
إِنَّني لا شَيْءَ من
دونِ هَواكُمْ هكذا أَغْـرَقُ في بَحْرِ الـمَـوَدَّة
والَـيْـتُـكُـم حتى أَقْرَرْتُ في الـذرِّ
إِنّي لَكُم سَـيْـفٌ يا مَـنْـبَـعَ
الطُّـهْـرِ
بـــاقٍ على هـذا لِـسـاعَـــةِ الحَشْرِ
اليَوْمَ إِنْ أَشْقى ففي
غَـــدٍ نَصْري
كَم من الأَصْحابِ أَعْـطــاكُم
وَلاءً راسِـخـاً في عِــــزِّهِ يَـأْبـى
الـمَــذَلَّــة
فَلَكُم (عَمّارُ) قَد
أَرْخَصَ روحاً بل و قد أَهْدى إلى الإِسْلامِ أَهْلَه
ولَكُم (مَـيْـثَــمُ)
قد قَــدَّمَ نَـفْـساً لم يُـبـالِ الـمَــوْتَ مَصْلوباً بِـنَـخْـلَـة
أَنْـتُــمُ
الـحَـبْــلُ الإِلهيُّ المُـفَـدّى
فازَ واللهِ الذي أَمْـــسَـــكَ حَـــبْـــلَـــه
---------------------
حسين الجني
21/4/2017
الرادود: فلاح أحمد
مأتم السنابس الشرقية – خارج ليلاً