(1)
يــــا نَـــبْـــعَ الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
يــــا نَـــبْـــعَ الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
مـيــراثُ مُـحَـمَّــدْ للـصـــادِقِ
مُـمْـتَـدْ
================
أَيُّها النَّبْعُ
الذي يَـــزْدانُ فَـــيْــضــا قد أَقَمْتَ العِلْمَ في الإِسلامِ فَرْضا
أَيُّ (قِسّيسٍ) و (رُهْبانٍ)
تَمادى أَنْتَ قد أَسْقَـطْتَــــهُ طولاً وعَرْضا
أَنْــــــــتَ نورٌ شَعَّ
في كُلِّ ظَلامٍ كُلَّما
كادوا لَــــــهُ يَــــزْدادُ وَمْضا
في زَمـــــــانٍ ماتَ
شَرْعُ اللهِ فيهِ أَنْتَ أَوْجَـدْتَ
إلى الإِسْلامِ نَبْضا
قد رَفَـضْتُم كُلَّ شَيْطـــــانٍ
رَجيمٍ نَحْنُ نَـسْـتَـلْهِمُ من رَفْضِكَ
رَفْضا
سَيِّدي فَلْـتَـرْضَ
عَنّا يـــــا إمامي أَنْتَ إِنْ تَـرْضى فإِنَّ اللهَ يَرْضى
جَعْفَرِيّونَ على مَرِّ
الزمَنْ صادِقِيّونَ نَقَشْنا في الكَفَنْ
--------------------------
جَـعْـفَـرِيّــــونَ نَبْقى يا
أَبا العُـظَـمــــاءْ
من سَناكُم عُـجِــنّــــا لَيْسَ طيناً ومـاءْ
مَـذْهَبُ الحقِّ هذا مُنْذُ
خَلْقِ السَّماءْ
واسْـــــأَلْ آدَمَ عَنْهُ واسْأَلِ الـقُـدَمــاءْ
مَــذْهَــــبٌ ذو نَقاءٍ
حُــصْـنُــــهُ العُلَماءْ
سوف يَبْقى عَزيزاً لو
تَسيلُ الدِّماءْ
--------------------------
عَـظـيـــمٌ مَذْهَبُ
الحقِّ ولا يُبــَدَّل ولا يُــــزَلْــــزَلْ يظَلُّ شامِخاً فوق الرُّؤوسِ عالي
فكم قد قـاتَـــلَ الأَبْطالُ
في حِـمـاهُ و مَـن رَمـــــاهُ سَيَلْقى
ذُلَّـــهُ من قَـبْـضَــةِ الرِّجالِ
سَلامٌ يا مَن المَذْهَبُ
تحتَ كَفِّكْ بِطيبِ عَطْفِكْ بَنَيْتَ المَذْهَبَ الأَسْمى بكُلِّ غالي
سَلامٌ يا من المَذْهَبُ
قد تَسَـمّــى بِكَ ومَـــهْـمــــا يمُرُّ الدهْرُ يَبْقى الإِسْمُ في المعالي
(2)
(2)
يــــا نَـــبْـــعَ
الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
مـيــراثُ
مُـحَـمَّــدْ للـصـــادِقِ
مُـمْـتَـدْ
================
أَيُّها النبْعُ الذي
في القَبْرِ مُـسْـجـى و لَكَ الكَـوْنُ
بـطـولِ النَّوْحِ رُجّـــــا
هل تُرى اخْـتَـرْتَ رَحيلاً
أَبَدِيّاً؟ هل تَرى العِلْمَ على الأُسْتاذِ
ضَجّا؟
كيف دَسّوا سَمَّهُم
في خَيْرِ قَلْبٍ؟ وهـو بــــابٌ لَحْظَةَ الآلامِ يُــــرْجــى
أَوَلَــسْـــتَ ابْنُ
الذي أَسْرى بليلٍ وابْــنُ
أَسْـمـى عابِــدٍ صامَ وحَـجّـا؟
فانْظُر الأَيْتامَ
بالقَبْرِ أَحـاطَــــــتْ ودُموعُ
الفَقْدِ فـوق القَـبْــرِ مَـــوْجــا
هَــــمَـســـوا للقَبْرِ
لا تَأْخُـذْ أَبـــانــــا إنَّنا
مـــن بَـعْــــدِهِ من دونِ مَـلْـجــا
من إِلَيْهِم من عَذاباتِ
الزمَنْ بعد عَـيْـنَـيْـكَ بَلاءٌ ومِحَنْ
--------------------------
مَلْجَأَ اليُـتْمِ أَجِّـــــلْ فالرَحيلُ
عَـــــذابْ
والمَصائِـبُ تَـــتْـــرى لو أَرَدْتَ الغِـيـــابْ
من لليَتيمِ لَـــــمّـــــا يَكْتَوي
بالمُصــابْ؟
من للـفَـقــيـرِ لَـيْــلاً إن أَتى خَيْرَ بابْ؟
جاءَت القَبْرَ تَدْري ما لَهُ من حِـجـابْ
تَـنْــدُبُ بـافْـتِـجـاعٍ عُـــدْ يا نَبْعَ الكِتابْ
--------------------------
بحُزْنٍ قَرَأوا التوْحيدَ
عند قَبْرِكْ بِــشَـــمِّ عِطْرِكْ وحَـطّــوا
الوَرْدَ والرَّيْحانَ بالدُّمــــوعِ
أناروا عِنْدَهُ
القِنْديلَ بافْتِجــاعِ وبالـــنَّــواعـــي قَـضَوْا لَيْلَ الأَسى في رَكْعَةِ
الخُشوعِ
فحَجْمُ الفَقْدِ كَوْنٌ
ما لَهُ حُـدودُ فـــــلا يَـعـودُ و
إن ذابَت رُموشُ العَيْنِ كالشُّموعِ
فناموا عِنْدَهُ كالطِّفْلِ
عِنْدَ أُمِّـــهْ وطَيْفُ حِلْمِهْ يَمُرُّ لَيْتَ للمَحْبوبِ من رُجـــــــوعِ
(3)
يــــا نَـــبْـــعَ الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
مـيــراثُ
مُـحَـمَّــدْ للـصـــادِقِ
مُـمْـتَـدْ
================
أيها الـنَّـبْــعُ
الذي أَسَّـــسَ جـيـلا راسِـخــاً
بالـعِـلْــمِ مِــعـــطــــاءً نَبيلا
بَـذْرَةُ العِلْمِ نَـــمَــت
في كُلِّ عَصْرٍ غُصْنُها
يَنْمو ويَطْـــوي المُسْتَحيلا
فـ(ابْنُ أَعْيُنٍ) هُناكَ
انْسابَ عِلْماً و(أَبو بَصيرَ) قد خَـــطَّ
الـــدَّليلا
وهُنا (اسْـكـافِـيُّـنـا
أَحْـمَدَ) مِنْهُمْ خَطَّ مَشْروعــــاً نَقِيّاً سَـلْسَـبـيـلا
كم مَـشــاريـــعٍ بِهِ
قامَت تِـبـاعـــــاً واسْتَمَرَّت
تَنْشُرُ الفِكْرَ الأَصيلا
نَحْنُ فيها سوف نَـبْـقى
في ثَـباتٍ فَهْيَ لا نَـــلْـقــى بها إلا جَـمـيــلا
ذي مَشاريعٍ تُـغَـذّي
الـجـانِـحَــة فإِلَيْهِ فَـلْـتُـعـيــدوا الـفـاتِـحَــة
--------------------------
من مَشاريعِ خَـيْــرٍ تَسْتَفيقُ
العُـقـولْ
فَهْيَ ميراثُ هَدْيٍ من كَلامِ الرَّسولْ
كم تَحَدَّت ظُـــروفاً في
زَمانٍ مَـهــــولْ
واسْتَمَّرت إلَـيْـنــــا وغَذاً
لـــــن تَـزولْ
حَقَّ أن نَـفْـتَـديهـا من شَبابٍ،
كُهولْ
نَـبْقى فيها حُـــمـــاةً ســائِـلـيــــنَ
القَبولْ
--------------------------
بـعَـيْـنِ اللهِ تَـبْـقى
هــــذه الـمَشاريعْ وكُلُّ تَـشْـنيعْ عَلَيْها فَهْوَ مَخْذولٌ من الـمُـهَـيْـمِـنْ
فَـمَشْـــروعُ الإِمامِ
الصادِقِ المُطَهَّرْ بِـنــا تَـجَـــذَّرْ لِجيلٍ
تَـضْـحَـــوِيٍّ بالسَّماءِ مُـوْقِـنْ
فما أُسِّسَ عن تَقْوى
فَسَوْفَ يَبْقى و بَل
ويَـرْقى وُجودُها
القَويْ عن عِزِّها يُــبَــرْهِنْ
مَــــــلاذٌ آمِنٌ يَـحْـتَـضِـــنُ
القُلوبـــا طَوى
الدُّروبا وصارَ اليَوْمَ نِـبْــراساً
لِكُلِّ مُــؤْمِـنْ
(4)
يــــا نَـــبْـــعَ الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
مـيــراثُ مُـحَـمَّــدْ للـصـــادِقِ مُـمْـتَـدْ
================
أَيُّها النَّبْعُ
الذي لـلـمــاءِ قِــــبْـــلَــــة دارُكَ
الـمَـعْـمـورُ في أَقْـــــدَسِ حِلَّة
دارُكَ الـفِــرْدَوْسُ
والأَنْهارُ فــيــهِ كيف
دارَت عُصْبَةُ الإِجْرامِ حَوْلَه؟
حاوَلوا إِذْلالَكُم
في كُلِّ عَـــصْـــرٍ ومتى أَمْـثــالُـكُــــم
يَــقْــبَـــلُ ذِلَّـــــة؟!
أَحْـرَقـــــوا داراً
بِهِ إِنْجيلُ عيسى ما دَرَوْا قد أَحْـــــرَقوا القُرْآنَ قَبْلَه؟
دارُكَ النَّبْعُ فكيف
النّارُ شَبَّتْ؟ تَـنْـظُــــرُ الـمَـأْســاةَ في دَمْعَةِ طِفْلَة
يا تُرى هل مَرَّ بالفِكْرِ
حُسَيْنٌ؟ وشَــــكَـرْتَ اللهَ قد أَصْبَحْتَ
مِـثْـلَه
كُلُّ رُزْءٍ، كُلُّ خَطْبٍ
وبَلاءْ ليس شَيْئاً في أمامِ كَرْبَلاءْ
--------------------------
لا يَبْقى قَصْرُ بـــاغٍ دونَ نَشْرِ الدَّمارْ
مِــنْـهــاجٌ مُـسْـتَـبِـدٌّ فِـرْعـونِـــيُّ القَرارْ
(فالمَنْصورُ) تَـجَنّى فــــارِضــاً
للحِصارْ
بل وزادَ انْـتِـقامـــاً واسْـتَــبــاحَ
الدِّيارْ
والإِمــــامُ تَــحَــدّى قالَ:
احْـرُقْني بنارْ
لكِن الدينَ
دَعْـــــهُ فالـحَـذارِ الـحَـذارْ
--------------------------
إِمامٌ قالَ شَـــــــرْعُ
الدينِ لا يُمَسُّ وإِنْ سَـتَـقْـسو فإِنّي ثابِــــــتُ الـمِـنْـهـــاجِ والعَقيدَة
فَلَسْتَ من لِدينِ
المُصْطَفى تُشَرِّعْ وهل سَتُبْدِعْ إذا
أَنْـشَــأْتَ آيـاتـــاً لَنا جَــــديدَة؟!
فَشَرْعُ اللهِ في القُرْآنِ
قد تَـــقَـــــرَّرْ ولَيْسَ يُـنْـكَــرْ بِشَرْحِ المُصْطَفى والـعِــتْـرَةِ المَجيدَة
فإنّي صادِقٌ والصِّـــــدْقُ
ما أَقـولُ غَـــــذاً تَـزولُ ويَبْقى
الدينُ حَتّى الطَّلْعَةِ الرَّشيدَة
(5)
يــــا نَـــبْـــعَ الــعُــلـــومِ الأَحْـمَـدِيَّــــــة
مـيــراثُ
مُـحَـمَّــدْ للـصـــادِقِ
مُـمْـتَـدْ
================
أَيُّها النَّبْعُ
الذي من دونِ قُــــبَّـــــة قَلْبُكَ الشَّفافُ والكُلُّ أَحَـــبَّـــــه
تَحْتَ رِجْلَيْكَ نَرى
التُّـرْبَ يُصَلّي رَكْعَةَ العُشّاقِ للرَّحْـمــنِ قُــرْبَـــــة
هل جَزاءُ الفَضْلِ يا
مَوْلايَ نَلْقى قَبْرُكَ المَهْدومُ من أَصْـنامِ طَـيْـبَـة؟
قد أَرادوا ذِلَّـــــهُ
لكِـــن أُذِلّـــــوا مُذ بَقى في عِـــزَّةٍ تَــكْسوهُ هَـيْـبَـة
ما لَنا نَـلْـقـى إِمامَ
العَصْرِ جــاثٍ عِنْدَهُ يَدْعو ووَسْطَ القَلْبِ كُرْبَة؟
أَيُّ قَلْبٍ يَمْلِكُ
الطُّهْرَ المُفَدّى؟ في البقيــعِ سـاعَــــدَ الرَّحْمنُ قَـلْـبَــه
فَيْضُ نورٍ جاءَ
للقَبْرِ الأَغَــرْ فَسَلامٌ للإمـــــامِ المنتظَرْ
--------------------------
في البَقيعِ المُدَمّــى صَوْلَةُ بنِ الحَسَنْ
قائِدُ ذو
ثَـــبــــاتٍ لا يَـهــــاب الوَثَـنْ
فاتِـحـــاً بــابَ عِزٍّ ضِدَّ
أَهْلِ الفِـتَــنْ
بالـقُـرآنِ
سَـيَـدْعو ويُـعـيـدُ السُّـنَـــنْ
والبَقيعُ سَـيَــزْهــو من
جَنّاتِ عَــدَنْ
وإلى كُـلِّ طــــاغٍ لا يَــعـــودُ الزَّمَــنْ
--------------------------
من الظَّلْماءِ تَـزْهــو
غُــرَّةُ السَّماءِ وبـالـعَـطــــاءِ يَعودُ النّورُ إِشْراقاً على الـبَـرِيَّــــــة
يَعودُ الأَمْنُ، والأَمْنُ
بِعَيْنِ قائِــدْ من الأَماجِدْ يُنيرُ
الكَوْنَ من طَـلْـعَـتِـهِ الـبَـهِـيَّــة
يُعيدُ البَهْجَةَ
العُظْمى إلى المَدينَة وبالـسَّكـينَة يَسودُ العَدْلُ والإِنْصافُ في الرعِيَّة
عَظيمٌ يَـمْــلَأُ
الدُّنْيا بنورِ عَــيْـنِــه عَـلا
بِـشَأْنِـه سَــــــلامٌ للإِمامِ آخَـــرِ الـبَـقِـــيَّــــة
--------------------------
حسين الجني
19/7/2017
الرادود: فلاح أحمد
حسينية بن خميس – خارج عصراً