(1)
صِـحْـتَ
بـالـمَـوَدَّة والـحُسَيْنُ
وَحْـدَه بوَفائي .. ودِمائي نُـصْـرَتي مُـعَـدَّة
============
يا أَيُّـهــا الــبَــــذْرُ
الـذي يَـنْـمـو جَـلالا فَـغُـصْـنُــــكَ الأَعْلى إلى الأَعْلى تَعالى
فَـكَـيْـفَ لا وهْــــوَ
بِـحُـبِّ اللهِ يَـنْـمو فالحُبُّ هــــذا للسَّما يَـرْجـو الـوِصـــالا
أَنْتَ الذي سَيَّجْتَ
حُبَّ اللهِ صِدْقاً كَي لا تَرى الــــدَّرْبَ جَـنـوباً وشِـمـالا
فَكُـلَّـمـا تَـنْـمـو
ويَـنْـمـو الـحُـبُّ هـذا و كُلَّما الــعُـمْــرُ مَضى ازْدَدْتَ جَـمـالا
فــاخْــتـــارَكَ
اللهُ شَـــهـــيــداً لـحُسَيْـنٍ و أَيُّ
فَــخْـــرٍ خَـــصَّــكَ اللهُ تَعالى؟
وقد خَتَمْتَ الحُبَّ
في الطفِّ بِصِدْقٍ فـدَمُّــــــــــكَ الزّاكي بحُبِّ اللهِ سالا
بـحُـــــبِّ اللهِ مَـفْـتــونــــاً وهـذا
الحُبُّ في الجَذْرِ
نَـمَــت أَغْـصـانُـــــهُ
حَتّى خَـتَـمْتَ الحُبَّ بالنَّحْرِ
شَـهـيـداً تَــمْـلَأُ
الـدُّنْــيــــا حَصاداً في مَدى الدَّهْرِ
على دَرْبِ الهَوى تَمْضي شَـبـابـــاً
عَـزْمُـهـا ثَوْري
قَلْبُكَ المُدَمّى ذابَ
في السَّماءِ ولِــذا سَـتَـبْـقـى في مَـدى الـخُـلـودِ
للإِلـــــهِ حُبّاً سِــرْتَ
بالدِّمــاءِ واسْمُكَ سَيَرْقى في سَــنـــا
الـوُجــودِ
(2)
صِـحْـتَ
بـالـمَـوَدَّة والـحُسَيْنُ
وَحْـدَه بوَفائي .. ودِمائي نُـصْـرَتي مُـعَـدَّة
============
يا أَيُّها الـنـورُ
الـــذي شَـــــعَّ سَناهُ قلْبُكَ
نورٌ مالّذي صِدْقاً جَناهُ؟
فالقَلْبُ مَـمْـلــوءٌ
بأَخْـــلاقٍ وعِـلْـمٍ الـوالِــــدُ العالِمُ في العُـمْـــرِ بَـنــاهُ
أَنْتَ الذي أَخْفَضْتَ
للوالِدِ جِنْحـاً الـبِـرُّ
هذا والّذي الـذِّكْـرُ عَـنــاهُ
فَكَمْ حُسَيْنٌ لَكَ
يَدْعو كُلَّ فَــرْضٍ رَبّاهُ أَدْعو بَـــلِّـــــغِ الإِبْــنَ مُــنـاهُ
و جاءَكُم يَوْمُ الـمُـنى
والجِسْمُ مُلْقاً فكَيْفَ
قَـلْبُ الوالِدِ اليَوْمَ رَنــــاهُ؟
فَكَمْ عَزيزٌ بَعْدَ
أَنْ تَـمْـضـي سِنينٌ أَنْ يَنْظُرَ
الوالِدُ في التُّرْبِ ضَناهُ
عُــيــونُ الـوالِـدِ
الغالي على عَـيْـنَـيْـكَ مَطبوعَة
يَــراكَ الـيَـوْمَ مَنْحـوراً فَروحُ
السِّبْطِ مَفْجوعَة
عَزيزٌ أَنْ يَرى جِسْمـاً بِـــهِ
الأَوْصــــالُ مَقْطوعَـة
على الدُّنْيا العَفا
نـادى وطولَ
الدَّهْرِ مَسْموعَــة
الـوِداعُ سَـــهْــمٌ قاسِيٌ
على الأَبْ والِــدٌ وهذا
يُشْعِلُ الضَّميرا
فالوِادعُ صَعْبٌ ويَـكــونُ
أَصْعَبْ عِنْدِما يَراهُ دامِـيـاً عَـفـيـرا
(3)
صِـحْـتَ بـالـمَـوَدَّة والـحُسَيْنُ وَحْـدَه بوَفائي .. ودِمائي نُـصْـرَتي مُـعَـدَّة
============
يا أَيُّـهـا الـحَـــبْــلُ
الـــذي للهِ مُــــدّا قُمْ أَلْهِم
الأَجْـيــالَ وَعْـيـاً مُـسْـتَـمَــدّا
وَعْيَ الذي يَتْلوا كِتابَ
اللهِ صِدْقاً كَي يَـرْتَقي عِـلْـمـاً
وأَخْــلاقـاً وزُهْــــدا
فكُلَّما الشَّيْـطـانُ
للــثَّــغْـــــراتِ آتٍ أَنْتَ مَعَ
القُرْآنِ قَد حُـصِّـنْتَ سَــــدّا
فَكَم تَــدَبَّـــــرْتَ
بــآيــــاتٍ و مِـنْـهـــا وَعْـيُـكَ يَـــــزْدادُ وللـظُّـلْــمِ تَـحَــدّى
إِنْ ما رَأَيْــــتَ
الكُلَّ للباطِــلِ مالوا أَنْتَ مَـعَ القُرْآنِ تَـطْـوي الدَّرْبَ فَرْدا
فَكُنْتَ بالعَزْمِ شَـبـابـــاً
تَـضْـحَـوِيّـــاً رَأَيْتَ طَعْمَ المَوْتِ يومَ الطفِّ شَهْدا
تَـغَــذَّيْــــــتَ
على فِـكْــرٍ رِسـالِــيٍّ مــن الـــقُـــــرْآنْ
بـآيـــاتِ الـهَـوى تَـــشْــذو لِتُطْفي قَلْبَكَ العُطْـشـانْ
تَـعَـلَّـمْـــتَ من
(الكَهْفِ) ثَـبـاتَ
الفِـتْـيَـةِ الشُّجْعانْ
دَرَسْتَ العَزْمَ من
(نوحٍ) نَهَلْتَ
الخُلْقَ من (لُقْمانْ)
قد نَهَلْتَ فِكْراً من رحيقِ (غافِرْ) و مِن
(الدُّخانِ) تَـرْتَـقـي عُـروجـا
وارْتَوَيْتَ عَذْبـاً من نَـقـــاءِ
(فاطِرْ) و من (البُّروجِ) تَـصْـعَـدُ البُروجــا
(4)
صِـحْـتَ
بـالـمَـوَدَّة والـحُسَيْنُ
وَحْـدَه بوَفائي .. ودِمائي نُـصْـرَتي مُـعَـدَّة
============
يا أَيُّها النَّجْمُ
الذي في التُّرْبِ غَـيَّبْ قُمْ وافْتَح العَيْنَ وشـاهِــــدْ قَلْبَ زَيْـنَـبْ
قُمْ وانْظُر العَمَّةَ
قد جاءَت بِــصَـبْـرٍ كَي تَمْسَحَ التُّرْبَ عن الوَجْهِ الـمُـتَـرَّبْ؟
فأَوَّلُ الأَطْـهــارِ
مــن أَبْــنـــاءِ طــــــه مِن حَقِّها أَنْ تَـنْــدُبَ الطُّهْــرَ وتَــنْـحَـبْ
فقد رَأَت أَوَّلَ كَـسْــرٍ
في حُـسَـيْــنٍ وكَــسْــــرُهُ الأَعْظَمُ
بالشّاطِـئِ أَصْـعَـبْ
عَيْنٌ لَها ذَبْلـى فَـكَـمْ
تُـحْـصي جُروحاً مِن عَدِّها لا شَكَّ
قَلْبُ الصَّخْرِ يَـتْـعَــبْ
قد رَفَـعَــت جِـــسْـمَــــكَ
للهِ ونــادَت أَوَّلُ قُـرْبــــــــــاتِ
حُسَيْنٍ خُـــذْهُ يـا ربْ
دُمـوعُ الـعَـمَّــــةِ
العُظْمى على خَدَّيْكَ مَــنْـثـورَة
رَأَتْ في وَجْهِكَ
الزّاهي بِوَجْهِ المُصْطَفى صورَة
لـهــا روحٌ بِـــــلا
رَيْـبٍ بـهـذا
اليَوْمِ مَـكْسورَة
فَـيـالَــيْــتَ تُــوافـــيـــهــــا بأَيْدي الجَوْرِ مَـأْسورَة
هل عَلِمْتَ عَنْها بَعْدَكُم سَتُسْبى أَيْنَكُم تَرَكْتُمْ زَيْـنَـبـاً وَحيدَة؟
فالـمُـصــابُ آتٍ مُـؤْلِمـاً
وصَعْبا ولَـهـا بِحُزْنٍ كَـرْبَــــلا جَديدَة
(5)
صِـحْـتَ
بـالـمَـوَدَّة والـحُسَيْنُ
وَحْـدَه بوَفائي .. ودِمائي نُـصْـرَتي مُـعَـدَّة
============
يا أَيُّها الـفَــــــذُّ
الذي بالعَزْمِ كَـبَّــرْ أَنْتَ
الذي أَحْنَيْتَ رَأْسَ الكُفْرِ والشَّرْ
نَــــزَلْتَ للـحَـــــرْبِ
ونادَيْتَ بِعَزْمٍ فَـلْـيَــسْـقُـطِ اللاّتُ ويَـبْـقـى اللهُ أَكْبَـرْ
فأَيُّ زِلْزالٍ من
الأَقْـــواسِ يُــرْمى؟ و أَيُّ طوفانٍ بـجَـيْــشِ الكُفْـرِ دَمَّــرْ؟
و أَيُّ خَسْفٍ حَــلَّ
بالبَيْداءِ فيهِم؟ و أَيُّ سِـجّيلٍ مِن الغَـيْـمـاتِ أَمْطَـرْ؟
قد صُرِّعت أَعْـجــازُ
نَخْلٍ وأُذيقَـتْ مِن كَأْسِ
وَيْــــلاتٍ مِن السَّيْفِ المُظَفَّرْ
فلَيْسَ شَيْئاً يُـذْهِـــــلُ
العَقْـلَ فهذا أَنْـــــتَ حَـفــيـــدُ
المُرْتَضى الكَرّارِ حَيْدَرْ
تَـوَضَّـــــأْتَ إلى
الحَـرْبِ وخُضْتَ الحَرْبَ مِقْداما
هِـزَبْــــراً ثـابِــتـــاً
صَـلْـبــاً عَـظـيـمَ العَزْمِ ضُـرْغــامـا
رَمَيْتَ الشِّرْكَ في
وَحْلٍ وطـولَ
الدَّهْـرِ ما قــامــــا
فَـمِــن عــاشـــورِكُم
هذا عَـرِفْـنـا الـيَـوْمَ إِسْـــلامــا
باليَقينِ تَـمْضي بالـيَـقينِ
واثِــقْ وإِلَيْكَ حَـقّـاً نُـصْــرَةٌ جَـلـيلَـة
فَانْطَلَقْتَ قَلْباً للحُسَيْنِ عاشِقْ والدِّماءُ
هذه إِنْ جَرَت
قَليلَـة
------------------
حسين الجني
27/9/2017
الرادود: محمود القلاف
حسينية بن خميس – خارج عصراً