(1)
يــا قُـلـوبُ انْـكَـسِـري لِـرَحـيـلِ
الـعَـسْـكَـري
و ابْـعَـثـي الأَحْــزانَ
لـلـمُـنْـتَـظَـرِ
-------------------------
يا أَبا المَـهْـدي
بــالــرَّحـــيـــلِ يُـتِّـمَ
الكَوْنُ و أَمْسى بافْتِـجـاعِ
أَنْـجُـمُ الــنّــورِ في اخْــتِــفــاءٍ لَمْ تَـجِـدْ
نـورَكَ بَعْدَ الإِنْـقـطـاعِ
غَـيْـمَـةُ الخَـيْـرِ في
جَــــفــافٍ بَعْدَما أَهْـطَـلَـت الدَّمْـعَ نَـواعي
بُـقْـعَـةُ الأَرْضِ في انْــطِــواءٍ وَجَّـهَـت
نَحْـوَكَ أنّـاتِ الــوَداعِ
كُـلُّ الـبِـقـاعِ حُزْنٌ يا سَيِّدي المُعَظَّـمْ فالـفَـقْـدُ
حَقّاً مُـؤْلِـمُ وا إِماماهْ
جاءَت بِكُلِّ شَوْقٍ
لِـنَـعْـشِـكَ المُسَمَّمْ بالحُبِّ حَطَّتْ قَدَمُ وا إِماماهْ
يا أَبـا المَهْدي بــــالــــفِـــراقِ أُنْظُرِ الأَمْـلاكَ يَبْكونَ الفِراقـا
ظَلَّلوا النَّعْشا بــالـجَـــنــاحِ بَعْدَما اشْتاقوا لِلُقْياكَ اشْتِياقـا
صَرَّحوا حَـقّـاً: أَنْـتَ
مَوْلى نَحْنُ
مُلْكٌ لَكَ نَـأْبى الإِنْـعِـتـاقـا
هَـلَّـلـو حُـزْنـاً رِحْــتَ عَنّا جَـسَـداً
لكِن بِـروحٍ نَـتَـلاقـى
فالـدَّيْـنُ أَنْ
نُـوَفّـي و الـحَـقُّ
أَنْ نَـقـولْ لا نَسْتَطيعُ
أَنْ نَفِـي وا إِماماهْ
من نورِكَ اسْتَوَيْنا
عَن جَدِّكَ الرَّسـولْ جَـلَّ الإِلهُ المُصْطَفِـي وا إِماماهْ
==========
يَــوْمٌ بِـــســـامِــــرّاءَ
لا يَـــعْــدِلُــهُ يَـــوْمٌ نَــظــيــرْ
جـــاءَ الـنّـبِـيّــونَ
لَــــهُ لِنَظْرَةِ الـمَـثْـوى الأَخيــرْ
آدَمُ جـــــاءَ
مُــثْـــقَــلاً و الـهَــمُّ
فَــوْقَـــهُ كَـــبــيــرْ
و نــوحُ فــي تَــعَــثُّــرٍ حُزْناً على الرُّزْءِ المَـريـرْ
و جـاءَهُ الكَـليـمُ
مِن فـاجِـعَـةِ الـفَـقْـدِ كَسـيـرْ
و أَقْـبَـلَ المَسيحُ
مِن سَبْعِ سَـمـاواتِ القَديـرْ
==========
و لِأَهْـلِ الـبَـيْـتِ
حَـزْنٌ آخَــرٌ مَسَكوا
أَطْرافَ نَعْشِ العَسْكَري
الـنَّـبِـيُّ
المُـصْـطَـفـى في طَـرَفٍ يَــنْــدِبُ الـفَـقْـدَ بِـذِكْـرِ الــسِّـــوَرِ
حَيْدَرُ الكَرّارِ
جَنْبَ المُصْطَفى خَــلْــــفَــــهُ الــزَّهْــــــراءُ أُمُّ
الــغُـــرَرِ
حُـجَّــةُ اللهِ
بِـجَـنْــبِ فــــاطِــــمٍ يَـــذْكُـــرُ الــوالِـــدَ مُـنْـذُ الــصِّــغَــرِ
يــا قُـلـوبُ
انْـكَـسِـري لِـرَحـيـلِ
الـعَـسْـكَـري
و ابْـعَـثـي
الأَحْــزانَ لـلـمُـنْـتَـظَـرِ
-------------------------
بـلـيـلَــة أَحْــزانــي بـانْـكِـســاري جيتَك أَحْضِن قَبْرَك بدَمْعَـة حَـنـيـني
بكِل سَنَة جيتَك
أَقْضي يَـمَّـك و مَرَّت بكِل حَسْرَة يَمْ قَبْرَك سِنيني
و الله من بَـعْـدَك أَشْكي
حـالي بـفَـرْقِتَك
بويَة يا ريـت يْـحـيـن حِيني
مِـن رِحِـت عَـنّـي و
اليِتِمْ صـارْ من بَعَد
فَـقْـدَك مِـثِـل قَطْعَة يَـمـيـنـي
و يا مَصْعَـب التَّلاقي يَمْ قَـبْـرَك الـمُـنَـوَّرْ بَأشْجـانـي عِنْدَك كِلْ سَـنَــة آه يا بويَـه
مِن سَـمَّـك المُـعـادي وَضْعي
بحِـزِن تِغَيَّرْ و
ظَهْري مِنِ الفَرْقَة انْـحَـنَه آه يا
بويَـه
ذِكْـرَك بقَلْـبـي لكِن
اسْـمَــحْ لَـيَّ يـا الـوالِـد إِذا أَتْـفَـجَّـع أَكْـــثَــرْ
من تِجِي ابّـالـي ذِكْرى
عاشِـر أَذْكُـر
حْسين برِمال الطَّـف مُعَفَّرْ
و الحَجَر صابَـه في
جَــبــيـنَــه و الدِّمـاء انْـسـابَـت بوَجْهَه المُطَهَّرْ
و السَّهَم صابَـه بـقَـلْـبَـه قُـــوَّة و
أَخْرَج الثُّلْثين مِنَّه بأَقْسى مَنْظَرْ
والأَصْعَب اعْلى
قَلْبي سيفَه
الشِّمُر يِشِهْرَه و يِـتـْقَـدَّم
بكِلْ انْحِطـاطْ وا حُسَيْناهْ
و يِصْعَد صَدُر
مُحَمَّد و يِقْطَع يا ويلي نَحْرَه و زينَب
يِلَوُّعْها السِّياطْ وا حُسَيْناهْ
==========
و مِنْ أَذْكُر
السَّبْـيِ الصَّعُبْ يا سـاعَـدَ
الله العايِـلَـة
مِن طَـلَّـعـوهــا
بْـكِـلْ حِـقِـد عـافَـت
أَهَـلْـهـا بكَرْبَلَـة
أَيْــتـــام و
نِسْوَة ابْــلا حِـمَـه تِقْضي بأَسُـرْهـا مُعْـوِلَـة
و يا حَـسْـرَة
زينب مِن بَعَد عـيـن
الكَفيل مْـكَـبَّـلَـة
مـو جـانـت ابّـيـت
الـوَحِـي تِـلْـقــى المَـعَـزَّة مْـدَلَّـلَـة
و مِن هـالجِـهـاد
و هالصَّـبُـر نــالَـت
عَظـيـم المَـنْـزِلَـة
==========
بـويـة حَقّي لَـمَّن
أَنْـسى مْصِـيـبِـتَك إِنْتَ جِسْمَـك
ما بَقى بْـحَـرِّ الـثَّـرى
إِنْتَ صَـــدْرَك
مـا تِـرُضَّـه العادِيـات إِنْتَ مِن جَفَّك مَاْ قِطْـعَـوْا خُنْصُـرَه
إِنْتَ ما عِنْدَك
أَخو يْصَوْبوا لَه عين و الـعَـمَـد غَـيَّـر جَـمـالَـه و مَنْـظَـرَه
إِنْتَ ما عِنْدَك
إِخِـــــت مِــتْـــأَلِّــمَــة تِـمْـشـي مِن أَرْض الطُّفوف ميَسَّرَة
يــا قُـلـوبُ
انْـكَـسِـري لِـرَحـيـلِ الـعَـسْـكَـري
و ابْـعَـثـي
الأَحْــزانَ لـلـمُـنْـتَـظَـرِ
-------------------------
بَـيْـنَ أَحْــــقــــادٍ كـانَ
يَـرْجـو نَشْرَ
دينِ اللهِ في وَسْطِ الضَّـمائِـرْ
جاءَ بالـخُـلْــقِ و الــعُـــلــومِ و سَـعَـى سَـعْـيـاً حَـثـيـثـاً بالمَـــآثِـرْ
جاءَ بالـفَـضْـلِ و تَــصَـــدّى ضِدَّ مَنْ يَسْعى لإِحْـداثِ المَناكِـرْ
جاءَ بالـــعَــــدْلِ و تَــحَــــدّى كُلَّ
مَـنْ بالظُّلْمِ يَـحْـيـى و يُـكـابِـرْ
فاسْتَعْطَفَ القُلوبـا و اسْتَقْطَبَ
العُقولا فَهْوَ الـزَّكِـيُّ الأَكْـرَمُ وا إِماماهْ
سِــرٌّ مِـن السَّـمـاءِ كـانَ لَـهُـم رَســـــولا فَهْوَ المُـرَبّي الأَعْظَمُ وا
إِماماهْ
واجَـــــهَ الـظُّـلْــمـا بـالـثَّـباتِ و
بَـنـو الــعَــبّــاسِ بـالـظُّـلْــمِ أَوائِـــلْ
(مُـعْـتَـزُّهُمْ)
أَضْحى باعْـتِــزازٍ يُنْكِـرُ الحَقَّ و يَسْعى خَلْفَ باطِلْ!
و (المُهْتَدي) خُبْثاً باهْـتِـداءٍ وَجَّـهَ
الـنّـاسَ إلــى وَكْــرِ الـرَّذائِـلْ!
(مُـعْـتَـمَـدُ)
الـشَّـرِّ باعْـتِـمـادٍ يَـبْـتَـغـي الشَّعْبَ قَطيعاً,لا تُنـاضِلْ!
كَـمْ حاوَلوا تِباعـاً بالبَغْيِ
و العِـنـادِ مَـحْـواً لِفِـكْـرٍ نَـبَـوي وا إِماماهْ
كُـلٌّ لَــهُ فُـــنـــونٌ بالظُّلْمِ
و الفَسادِ فالنَّسْلُ
نَسْلٌ أُمَوي وا إِماماهْ
==========
ما
احْتَمَلوا الـنَّـهْـجَ الذي يَـدْعـو إلـى نَـشْرِ القِـيَـمْ
ما
احْتَمَلوا الفِـكْـرَ الذي يَسْعى
لإِسْـقـاطِ الصَّـنَـمْ
ما
احْتَمَلوا العَـقْـلَ الذي لا يَـرْتَـضـي الظُّلْمَ حَكَـمْ
ما
احْتَمَلوا القَـلْبَ الذي يَـسْعـى لإِحْـيـاءِ الـذِّمَـمْ
فَـالــــرَّدُّ
كــــانَ واضِــحـــاً قـالَ
الـبَـغِـيُّ: فَـلْــيُــسَـــمْ
دَسّـــوهُ
بـالـخُـــبْــــثِ لَــــهُ فاسْتَشْهَـدَ الطَّوْدُ الأَشَمْ
==========
و اسْـتَـمَـرَّ
الظُّلْمُ في أَذْيالِهِـم عِنْدما جاءوا لِتِكْـرارِ المُصابْ
أَعْلَنوا
النَّصْبَ بِشَكْلٍ واضِحٍ وَجَّـهـوا
الحِقْدَ لِـتَـهْـديمِ القِبابْ
ما رَعَـوْا
حَـقَّ الذي في قَبْرِهِ يَـبْـعَـثُ النّورَ بِـآيـاتِ الكِتابْ
وَيْـلَـكُم
يا مَن تَـجَـرَّأْتُـم هُـنـا فَهُناكَ الوَعْـدُ في يَوْمِ الحِسابْ
---------------
حسين الجني
15/1/2013
الرادود: حسن قمبر
موكب عزاء قرية النبيه صالح – خارج ليلاً