الأحد، 4 مايو 2014

موكبية - استشهاد الإمام الهادي (ع) - 2014

(1)
سَــيِّــدُ الـتَّــقْوى عَـلِـيُّ بــنُ مُـحَـمَّـدْ
جـاءَكَ الـرَّكْـبُ الـحَـزيــنْ      يَـسْـأَلُ الـنَّـصْـرَ الـمُـبـيـنْ
---------------------------------
تَـرْتَـوي الأَلْــبــابُ مِن فـيــهٍ نَـقِـيٍّ         يَـقْـطِـرُ الفِكْرَ الـرِّسـالِـيَّ السَّلـيـمْ
عِلْمُهُ الـمِـعْـطـاءُ يَسْمو كُلَّ دَهْـرٍ         نَحْوَ هَـدْيِ الخَلْقِ للدَّرْبِ القَـويـمْ
بـابُـهُ الـمَـطْـروقُ في كُلِّ امْتِحانٍ         يُــنْـــقِــــذُ الأَفْـكارَ مِن كَيْدِ الرَّجيـمْ
واضِحُ الأَفْكـارِ يَمْضي دونَ شَكٍّ         ثـابِتاً يَـسْـتَـأْصِــلُ الـفِكْرَ الـعَـقـيـمْ
دارُهُ الأَمْــــلاكُ حَــفَّــتْــهــا بِـحُـبٍّ         ظَـلَّـلـوهـا مِـثْـلَ جَـنّـاتِ النَّـعـيــمْ
يَـنْـهَـلـونَ العِلْمَ من عَقْلٍ حَـكـيـمٍ         يَسْتَقونَ الفَيْضَ من قَلْبٍ رَحيـمْ

بـــالــــهُــــدى      يَـمْـضـي و لا يُـبـالـي
بـــالــــهُــــدى      يَــرْنـــو إلى الـمَـعـالي
بـــالــــهُــــدى      يَـرْقـى إلى الـكَــمــــالِ
بـــالــــهُــــدى      صَـلْـبـاً كَـمـا الجِـبـالِ
=====================
رَدَّ شُبْهاتِ العِدى        بـالـعِـلْـمِ و الـحِـكْـمَـة
ما تَـعَـدّى بَـل أَتى        بـالـنُّــصْــحِ بالـكِـلْـمَة
كَــم أَتـــــاهُ كـــافِـــرٌ       مُـسْـتَـعْـظِـمـاً عِـلْـمَـه
فاهْتَدى في لَحْظَـةٍ       مُـسْـتَـقْـبِـحـاً جُـرْمَــــه

حَتّى طُغاةُ الأَنْظِمَة        أَفْتَوْهُ عِنْدَ المَحْكَمَـة        حَلُّ القَضايا الحاسِمَة    
مِن حُكْمِهِ الدّيني
أَفْـتـى بِـقُـرآنٍ طَهورْ       أَفْتى بِعِلْمٍ لا قُصورْ        أَفْـتـى بِحَقٍّ لا بِــزورْ    
مِن دونِ تَلْقـيـنِ
---------------------------------

(2)
سَــيِّــدُ الـتَّــقْوى عَـلِـيُّ بــنُ مُـحَـمَّـدْ
جـاءَكَ الـرَّكْـبُ الـحَـزيــنْ      يَـسْـأَلُ الـنَّـصْـرَ الـمُـبـيـنْ
---------------------------------
أَقْــرَأُ الأَخْلاقَ في عَـيْـنَـيْـهِ سِحْراً         يَـجْـذِبُ الصَّخْرَ الذي يَهْوى العِنادْ
لَــم يَذُقْ طَـعْـمَ الهَنا في زادِ يَـوْمٍ         و الـفَـقـارى حَـوْلَـــــه مِن دونِ زادْ
لَم يَكُنْ يَـرْنـو إلى الـنّـاسِ بِكِـبْـرٍ         رُغْـمَ أَنَّ الـنَّــجْــمَ لا يَـرْنـو الـوِهــــادْ
بَل رَأى الأَخْلاقَ سِـرّاً جَوْهَرِيّــاً         لاكْـتِـسـابِ الـحُـبِّ في رَبِّ العِـبادْ
لَم يَكُنْ بـالـقَـوْلِ يَـدْعـو نَحْوَ وادٍ         ثُــمَّ أَضْـحــى فِـعْـلُـــهُ في غَـــيْــرِ وادْ
هَكذا الأَخْلاقُ تَـبْـني كُلَّ نَـفْـسٍ         هَـمُّـهـا الإِصْـلاحُ في وَضْــعِ الفَسادْ

خُـــلْــــقُــــهُ       نَـهْـجُ الـهُـدى الـمُـرَبّــي
خُـــلْــــقُــــهُ       كَـسْـبٌ و أَيُّ كَسْـبِ
خُـــلْــــقُــــهُ       مِـفْـتـاحُ كُــلِّ قَــلْـــــبِ
خُـــلْــــقُــــهُ       تَـسْـهـيـلُ كُـلِّ صَعْـبِ
=====================
وَجَّـهَ الأَصْحابَ أَنْ       يَـمْـضـوا على الخُلْقِ
قُــــدْوَةٌ فـي فِــعْــلِـــهِ       يَـدْعـو إلى الـحَـــقِّ
مُنْصِفاً لَم يَـنْـتَـصِـرْ       لـلـجـانِـبِ الـعِـرْقـي
مُحْسِناً لم يَـحْـتَـقِـرْ       أَيّــــاً مِــن الـخَـلْــقِ

أَخْـلاقُ دينٍ فـاضِـلَـة      أَعْطَتْهُ تِلْكَ الـمَـنْـزِلَـة      بَيْتُ الهُدى ما أَكْـمَلَـه    
و الحُكْمُ للأَكْـمَـلْ
هُم سادَةُ الخُلْقِ الرَّفيعْ      بالـحُـبِّ يَأْوونَ الجمَيـعْ      مَن يَشْتَريـهِم لا يَـبــيـعْ    
حَتّى و لَوْ يُـقْـتَـلْ
---------------------------------

(3)
سَــيِّــدُ الـتَّــقْوى عَـلِـيُّ بــنُ مُـحَـمَّـدْ
جـاءَكَ الـرَّكْـبُ الـحَـزيــنْ      يَـسْـأَلُ الـنَّـصْـرَ الـمُـبـيـنْ
---------------------------------
يَـعْـشَـقـونَ الـلَّـيْـلَ لا حُـبّـاً لِديـنٍ         بَل لِحُبِّ الهَتْكِ في دورِ العِبادْ
هَـكـذا رَبّــــاهُــــمُ الــمــالُ فَـصــاروا         دُمْـيَـةً في كَــفِّ جَــلّادِ الـبِــلادْ
أَحْضِـروا الهادِيَّ..أَمْــرٌ قد أتاهُـمْ         جَـهِّـزوا مِن أَجْـلِـهِ كُـلَّ العِـتـادْ
فالذي يَـسْتَـنْـقِـصُ الكُرْسِيَّ حَتْماً         يَلْقى بالدُّنْيا صُنوفَ الإِضِّطـهــادْ
هَـتَّـكـوا الــدّارَ و لـكِـن قــد رَأَوْهُ         هائِـمـاً في اللهِ في أَجْلى اعْتِقـادْ
جالِساً فَوْقَ الحَصى في أُنْسِ ذِكْرٍ         يَـرْتَـجـي المَوْلى بِـتَـثْـبيتِ الفُؤادْ

بـــالــــدُّعـــــاءْ       يَـسْـتَـنْـهِـضُ الـعَـزائِــمْ
بـــالــــدُّعـــــاءْ       لَم يَـخْـشَ أَيَّ ظــالِـمْ
بـــالــــدُّعـــــاءْ       ثَــــوْرِيَّــــةُ الـــمُـــقــــاوِمْ
بـــالــــدُّعـــــاءْ       نَـصْـرُ السَّـمـاءِ قـادِمْ
=====================
قَـــيَّــــدوا الــهــادِيَّ في       جَــبْــرٍ و إِرْغـــــامِ
أُدْخِـلَ القَـصْـرَ الذي       يَـحْـيـى بــإِجْــــرامِ
رَدَّ كَــأْسَ الـخَـمْـرِ لا       يـــَرْضــى بـــآثـــــامِ
مُسْقِطـاً قَصْرَ العِدى       من شِعْرِهِ الـسّـامي

باتوا على تِلْكَ القُلَلْ      و اسْتُنْزِلوا قَبْرَ الأَجَلْ      أَيْـنَ القُصورُ و الـحُـلَلْ؟   
لا تَـنْــفَــعُ الــنّـــادِمْ
لا وَجْهَ غَطَّتْهُ الكُلَلْ      فالدّودُ بالقَـبْـرِ اقْـتَـتَـلْ      و الجِسْمُ في الحالِ انْأَكَلْ     
فاسْتَـعْـبَـرَ الظّالِمْ
---------------------------------

(4)
سَــيِّــدُ الـتَّــقْوى عَـلِـيُّ بــنُ مُـحَـمَّـدْ
جـاءَكَ الـرَّكْـبُ الـحَـزيــنْ      يَـسْـأَلُ الـنَّـصْـرَ الـمُـبـيـنْ
---------------------------------
أَصْبَحَ الهادِيُّ رَمْــزَ الشَّعْبِ لَمّا        واجَـهَ الـحُـكْـمَ الظَّلامِيَّ الـدَّنـيـئْ
أَسْقَطَ المُعْتَـزَّ في حَرْبٍ ضَروسٍ        مِـلْـؤُهـا الإِقْـدامُ بالفِكْـرِ الـجَـريــئْ
فابْـتَـدى المُعْتَـزُّ بالكِذْبِ انْتِقاماً         و ا عْتَدى بالزّورِ و القَوْلِ البَذيئْ
و ارْتَقى بالخُبْثِ حَتّى دَسَّ سُمّاً         قَـطَّـعَ الأَحْشاءَ و انْصابَ الـمَـريـئْ
ثَعْلَباً في الـمَـكْـرِ يُخْـفي كُلَّ شَرٍّ         و أَمـامَ النّاسِ كالـحَـمْـلِ الـبَـريــئْ
لَم يَـكُـنْ يَـدْري بِأَنَّ اللهَ حَتْـمـاً         يَنْصُرُ المُحْسِنَ في حَـرْبِ المُسيئْ

شَــــيَّــــعـــوا       مَن يَـعْـشَـقـونَ قَــلْـــبَـــه
شَــــيَّــــعـــوا       مَن يَــرْتَــجـونَ قُـــرْبَــــه
شَــــيَّــــعـــوا       مَن يَــتْــبَــعــونَ دَرْبَـــــه
شَــــيَّــــعـــوا       مَن يَـنْـصُــرونَ حِــزْبَــه
=====================
فَـخْـرُ سـامِـرّاءَ أَنْ       تَـحْــوي لَــهُ قَـبْــرا
فارْتَقَت في قَدْرِهـا       أَنْـــعِـــمْ بِــســـامِــــرّا
أَوْدَعَ الـجَـبّـارُ فـي       أَبْـــوابِـــــهِ سِــــرّا
فالذي صِـدْقـاً أَتى       يَلْقى بِـهـا الـخَـيْــرا

تَحْتَ القِبابِ الفاضِلَـة       كُلُّ العَطايا مُـنْـزَلَـة        و الرَّدُّ عِنْدَ الـمَسْأَلَـة     
لا شَكَّ مَضْمـونُ
ذُخْرُ القَضايا الشّائِكَة       نورُ الرَّزايا الحالِكَـة       في وَصْلِـهِ لا تَـهْـلُــكَـة     
فالوَصْلُ تَحْصيـنُ
---------------------------------

(5)
سَــيِّــدُ الـتَّــقْوى عَـلِـيُّ بــنُ مُـحَـمَّـدْ
جـاءَكَ الـرَّكْـبُ الـحَـزيــنْ      يَـسْـأَلُ الـنَّـصْـرَ الـمُـبـيـنْ
---------------------------------
أَشْـهُـرُ الخَيْراتِ هَلَّت في صَفـاءٍ        تَسْتَضيفُ الأَتْـقـيـاءَ المُؤْمِنيـنْ
نورُها القُدْسِيُّ يَغْشي كُـلَّ قَلْبٍ        خَصَّهـا الغَفّارُ في الذِّكْرِ المُبيـنْ
تُـنْـزَعُ الأَشْـواكُ مِـن قَلْبٍ نَـقِــيٍّ        يَـعْـبُـدُ اللهَ ذَليلاً مُـسْـتَـكـيـنْ
تُــزْرَعُ الأَزْهـارُ مِن أَعْـمـالِ خَيْرٍ        ثُـمَّ يَنْمو جَـذْرُها صَلْباً رَصينْ
تُـحْصَدُ الأَعْـمـالُ في يَـوْمٍ عَسيرٍ        يَـوْمَ لا نَــفْــعٌ لِــمــالٍ أَو بَـنـيـنْ
ثُـمَّ يَــدْعــو اللهُ مَـن آمَــنَ حَـقّــاً        (أُدْخُـلـوهـا بِـسَـلامٍ آمِـنيـنْ)

رَبَّـــــنـــــا       في أَشْــهُــرِ الــعِــبـادَة
رَبَّـــــنـــــا       ثَــــبِّــــتْ بِــــنــــا الإِرادَة
رَبَّـــــنـــــا       و اجْعَلْ لَنا السِّيادَة
رَبَّـــــنـــــا       و أُكْتُبْ لَنا السَّعادَة
=====================
فُـرْصَةٌ مَـضْـمـونَـةٌ      في آخِــرِ الـعُـمْـرِ
إِنَّــنــا الـيَـوْمَ هُـنـــا      ثُـــمَّ إلـى الـقَـــبْـــرِ
لا نَـــدَعْ أَيّــــامَــنــا       تَمْضي بِلا خَـيْـرِ
في غَـدٍ أَعْـمـالُـنـا       تُنْجي مِن الـضُّـرِّ

لا نُـخْـجِـلِ الآلَ الـغُــرَرْ      فالـحُجَّةُ الثّاني عَشَرْ      فــي كُــلِّ أَعْـمـالٍ نَـظَـرْ     
و الطَّعْنُ في المُهْجَـة

لا نُتْعِبِ القَلْبَ الكَسيرْ      و لْنُبْدِلِ اليَوْمَ المَصيرْ      في أَشْهُرِ الفَضْلِ الكَثيرْ    
 كَي يَــفْــرَحَ الـحُـجَّــة

---------------------------------
حسين الجني
19/4/2014

الرادود: حسن آل رضي
مأتم السنابس – خارج ليلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق