الأحد، 30 أغسطس 2015

موكبية - استشهاد الإمام الصادق (ع) - 2015

(1)
أَنَّـــــةُ الـزَّهْــرا      في الـبَــقـيــعِ
صــادِقُ الآلِ رَحَــلْ        و انْـطَـفـى نــورُ الأَمَـــلْ
----------------------------
أَعْـبِـرُ الأَكْوانَ شَـوْقاً حامِلاً رَحْلي         مُـسْـرِعـاً في خَطْوِ قَلْبي سابِقاً ظِلّي
تائِـقـاً وَصْلَ البَقيعِ الـمُـمْـتَلي حُزْنــــاً        أَرْتَجي الوَصْلَ و ما أَحْلاهُ مِن وَصْلِ
فاسْتَقَـرَّت روحِيَ الوَلْهى على قَبْـرٍ        و بِشَوْقٍ صِرْتُ أَحْبو مِثْـلَـمـا طِفْلِ
و سَـمِـعْتُ التُّرْبَ في أَنَّـاتِـهِ يَشْكـو        فانْحَنى دَمْعي بِشَوْقٍ و ارْتَـمـى كُـلّي
أَسْأَلُ الأَحْجارَ مَن هذا الذي أَلْقـى        عِـنْدَهُ الأَمْلاكَ تَدْعو يا أَبا الفَضْلِ؟
فَأَجابَـتْـنـي هُــوَ الـصّـادِقُ مَـوْلاكُــمْ         نَسْلُهُ مِن نَسْلِ طـه أَشْرَفُ النَّسْلِ
صـادِقَ المَجْدِ سَــــلامـاً مِن مُحِبّيكُمْ         جِئْتُ مَهْموماً أُناديـكَ اسْتَمِعْ قَوْلي
هذه كَفّي فَهَل أَرْجَــعُ مُـحْـتـاجــــاً؟!         إِنَّني مِن غَـيْـرِكُـمْ يا سَيِّدي مَن لي

عُــطـاشـى نَحْنُ جِئْناكُـمْ      لِـنَـبْـعٍ طـاهِــرٍ نـاطِـقْ
ولا يَـظْـمـى الذي حُــبّـاً      تَعَنّى الـغَـرْقَــدَ الـرّازِقْ
يَـهــيـمُ الـقَـلْبُ مُشْتـاقـــاً      و تَعْلو دَعْوَةُ الـعـاشِقْ
أيا رَبّي اسْتَمِعْ سُــؤْلــي      بـحَـقِّ جَعْفَرِ الـصّــادِقْ

فَـوَجَّــهْــتُ إِلَـيْـكُــم كُلَّ هَـمّــي      فَـأَنْــتُـــم بِــأَبــي بَــل و بِــأُمّـــي
فَـهــانَـــت عِـنْـدَكُــم كُـلُّ البَلايا      و بالوَصْلِ لَكُم حَقَّقْتُ حُلْمـي
و بـالـمَـهْـدِيِّ وَعْـــــدُ اللهِ آتٍ      و نَصْرُ اللهِ مَضْمونٌ و حَتْمي
فَلَيْتَ النَّفْسَ تَـفْـنـى في هَـواكُمْ       رَخيصٌ في طَريقِ الحَقِّ دَمّي
----------------------------

(2)
أَنَّـــــةُ الـزَّهْــرا      في الـبَــقـيــعِ
صــادِقُ الآلِ رَحَــلْ        و انْـطَـفـى نــورُ الأَمَـــلْ
----------------------------
افْتَحوا تَأْريخَ مَجْدي و اقْرَأوا نوني       و اعْرِفوا أَصْلي وفَصْلي واعْرِفوا ديني
إِنَّني مِن طـيـنَـةِ الـجَـنّـاتِ مَخْلوقٌ       و اسْـأَلـوا آدَمَ عَن مائي وعَن طـيـني
إِنَّني حَـقْـلٌ بِـبَـذْرِ الـحَـقِّ مَـزْروعٌ        فاقْـطِـفـوا مِن مَنْهَجي تيني و زَيْـتوني
إِنَّني طَـيْـرٌ بِـحَـبْـلِ اللهِ مَــوْثـــوقٌ        أَعْشَقُ السِّلْمَ و لا أَرْضى بـتَـوْهـيـني
إِنَّني أَشْـــهَــــدُ أَنَّ اللهَ مَـــوْجــــودٌ        وَحْــــدَهُ لا رَيْــــبَ في كُـلِّ الـبَـراهـيـنِ
إِنَّني أَشْـــهَــــدُ أَنَّ المُصْطَفــى طــــه        سَيِّدُ الـكَــوْنِ رَسولي قَـبْـلَ تَـكْـويني
إِنَّني أَشْـــهَــــدُ أَنَّ الـمُرْتَضــى حَقّـاً        أَوَّلُ الأَطْــهــــارِ حُــكْـــمـــاً بَــعْــدَ يــــس
كُلُّ هذا سِـرُّهُ في القَلْـبِ مَنْقـوشٌ        حُــبُّ أَهْلِ البَيْتِ يَـجْري في شَراييني

بِــأَهْـــلِ الـبَــيْــتِ مَـفْـتـونٌ      فَـهُــمْ نَـبْـضٌ إلى النَّـبْـضِ
و هُـمْ أَرْكــانُ تَـوْحـيدي      و أَدَّيْـــتُ بِــهِــم فَـرْضــي
فــــلا يَــخْـلـونَ مِن أَرْضٍ      فهُمْ مُــسْــتَـــوْدَعُ الأَرْضِ
فَـــأَقْــسَــمْــتُ بِـإِخْــــلاصٍ      بـغَـيْــرِ الآلِ لا أَمْـــضــي

فَـصَـكُّ الحَشْرِ مَضْمونٌ مُـقَـدَّرْ       و مَن والى عَـلِـيّـاً كَيْفَ يَخْسَرْ؟
أَرى الجَنّاتِ رَأْيَ القَلْبِ شَـوْقاً       و كَــأْسٌ كَــوْثَــرِيٌّ لـي تَــصَـــوَّرْ
فَـبِـالـحَـشْــرِ إِذا مــــا سَــأَلــوني       فَـــرَدّي واضِـــــحٌ لا أَتَـــحَـــيَّــــرْ
أُنـــــادي رَبِّــــيَ اللهَ و طــــــه       رَســـولـي و إِمــــامــي هُــوَ حَيْدَرْ
----------------------------

(3)
أَنَّـــــةُ الـزَّهْــرا      في الـبَــقـيــعِ
صــادِقُ الآلِ رَحَــلْ        و انْـطَـفـى نــورُ الأَمَـــلْ
----------------------------
يا مَعينَ الحُبِّ يا بَـوّابَـــةَ الصِّـدْقِ       يـا مَـنـاراتِ الهُدى يا حُـجَّـةَ الـخَلْقِ
نورُكَ القُدْسِيُّ إِنْ أَلْقاهُ في غَرْبٍ       أُبْـصِـرُ النّورَ امْــتِـداداً جانِبَ الشَّرْقِ
مَـنْـبَـعُ العِلْـمِ و خَرَّجْتَ أَساطيراً       أَصْبَحَت في عِلْمِها في رُتْـبَـةِ الـسَّـبْـقِ
كُـلُّ حَـرْفٍ واحِدٍ مِنْكَ يُـغَـذّيـنا       و يَـقـيـنـا الباطِـلَ الـمَـمْـزوجَ بالـحَقِّ
أَنْتَ أَنْقَذْتَ أُناساً في الدُّنا غَرْقى       بانْبِساطِ الوَجْهِ و الإِحسانِ و الخُلْقِ
تَـنْـظُـرُ النّاسَ جَميعاً كُـلَّـهُم صَفّـاً       لَم يَكُنْ فَـضْـلٌ إلى الأَلْوانِ و الـعِـرْقِ
كُلُّ لَيْلٍ تُـغْـدِقُ الأَمْـوالَ مِعْطـاءً       تَـمْـسَـحُ الـيُـمْـنـى على الأَيْتامِ بالرِّفْـقِ
فاسْـتَـمِـعْ أَيْتامَكَ اللَّيْلَةَ قَد ضَجّوا       عُــدْ لَنا يا سَـيِّــدي فـالكُـلُّ في شَـوْقِ

بِــإِحْــســــانٍ و أَخْـــلاقٍ      جَـذَبْــتَ الـكُـلَّ للقَـلْـبِ
فَـعَـلَّـمْـتَ الـمَـلا دَرْساً      بِـفَـنِّ الـمَـنْـطِـقِ الـعَـذْبِ
تَــقَـــرَّبْـــتَ لَــهُــم حُــبّـــاً      و كـانـوا لَـكَ فـي قُــرْبِ
فَـمـالـحُـبُّ سِـوى دينٍ      و ما الدينُ سِوى الحُـبِّ

جَـذَبْــتَ الكُلَّ بـالـخُـلْـقِ العَظيـمِ       رَســولاً لـلـصِّـراطِ الـمُـسْـتَقيـمِ
وَجَدْتَ الخُلْقَ مُـفْـتـاحـاً عَظيـمـاً        لِـفَـتْـحِ القَلْبِ ذي الطَّبْعِ اللَّـئيـمِ
فَقَد خَــرَّجْـتَ جــيــلاً تَــرْبَـــوِيّـــاً        بِـوَعْـيِ الديــنِ و الفِـكْرِ القَويـمِ
لِذا أَصْـبَـحْتَ فِـكْـراً لا يُـضـاهـى       عَـظيـمٌ أَنْــــتَ مِـــن رَبٍّ عَظيـمِ
----------------------------

(4)
أَنَّـــــةُ الـزَّهْــرا      في الـبَــقـيــعِ
صــادِقُ الآلِ رَحَــلْ        و انْـطَـفـى نــورُ الأَمَـــلْ
----------------------------
أَيُّ قُرْآنٍ مُـسَـجّــى في ثَـرى طَـيْـبَـة         ذي كَراماتٍ وذي فَضْلٍ وذي هَيْبَـة
مُـزِّقَـــت آيــاتُـــــهُ مِن كَـفِّ مَــغْــرورٍ        و بَـكَـتْـهُ بافْـتِـجـاعٍ سـورَةُ (الـتَّـوْبَـة)
أَيُّ قَـصْـرٍ حــاكَ مَـشْـروعـاً إِبـــادِيّــــاً         رَوَّجَ الكِذْبَ و حَتّى صَدَّقَ الكِذْبَــة
إِنَّهُ الـصّــادِقُ يَـسْعى نَـحْـوَ ما يَـهْـوى        شَقَّ صَفَّ النّاسِ بَـغْـيـاً طالِـباً رُتْــبَــة
مِنْبَرُ الإِصْلاحِ و(المَنْصورُ) في خَوْفٍ        يُرْسِلُ العَيْنَ لِكَي تَـسْـتَـنْـتِـجَ الـخُطْبَة
لا يُـريــدُ الــ(الأُفَّ) أَن تَـعْلو لِمَظْلومٍ        فَهْيَ إِنْ تَعْلو يَعيشُ القَصْرُ في رَهْـبَـة
فَلِذا دَسّـوا سُـمـومَ الـحِـقْـدِ في قَلْـبٍ        طـاهِـرٍ يَـسْـعـى لِـشَــدِّ النّاسِ للكَعْبَة
فــانْـقَــضـــى فِـكْـرٌ إِمــامِــيٌّ رِســـالِــيٌّ        و اشْتَكى الإِسْلامُ بَعْدَ الصّادِقِ الغُرْبَة

بِــتَـشْـيــيـعٍ خَـيـالِـــــيٍّ      تَحَدّى سُـلْـطَـةَ الغاشِـمْ
فَــهــذا نــادِبٌ بـــــاكٍ      و هـذا بـالأَسـى لاطِــــمْ
فــرَشَّــوْا قَـبْـرَهُ دَمْـعـاً      و قالوا ارْحَـمْـهُ يا راحِمْ
و غَـطَّـوْهُ بِــرَيْــحــــانٍ      و عَـزَّوْا نَـجْـلَـهُ الكاظِـمْ

تَـعـالَـت صَـرْخَـةُ الحَقِّ الـمُـظَـفَّـرْ      و ضَـجّــــوا بالأَسـى اللهُ أَكْـبَـرْ
و نادى في الـسَّمـا جِـبْـريلُ حُزْناً       لَقَد مــــاتَ إِمامُ الدينِ جَـعْـفَــرْ
و لـكِــن ذِكْـــرُهُ لــلــيَـــوْمِ بـــــاقٍ       و ذا الـمَنْصورُ فانٍ لَيْسَ يُذْكَرْ
فَـمَـهْـمـا جـــارَ طـــاغـوتٌ عَـنـيــدٌ       سَيَفْنى الباطِـلُ و الحَقُّ يُـنْصَـرْ
----------------------------

(5)
أَنَّـــــةُ الـزَّهْــرا      في الـبَــقـيــعِ
صــادِقُ الآلِ رَحَــلْ        و انْـطَـفـى نــورُ الأَمَـــلْ
----------------------------
كُـلَّـمـا يَمْضي زَمانٌ فَهْوَ لا يُـطْـوى       في صِراعِ الحَقِّ بَيْنَ الفُسْقِ والـتَّـقْـوى
إن رَأَيْـتَ اليَوْمَ فِكْراً فاسِـداً بــــاغٍ        فارْجِعِ الـتَّـأْريخَ و اقْـرَأْ مالذي يُــرْوى
إِنَّها بَـلْـوى أَتَتْ من عَصْرِ قابـيـلٍ        و نَرى في كُلِّ عَصْرٍ تُـنْـسَــخُ البَلْوى
فانْـبَـنـى فِكْـرٌ و غَـذَّتْـهُ سِياسـاتٌ        شَـجَّــعَــت أَصْـحـابَـه بالمـالِ والـمَـأْوى
حاوَلوا لَوْيَ يَدِ الإِسْلامِ في خُبْثٍ       و يَـدُ الإِسْـــلامِ طولَ الدَّهْرِ لا تُـلْـوى
هُم بِفَتْوى الحِقْدِ قَد هَـدّوا مَناراتٍ       و بِــوَجْــهٍ آخَـــرٍ قــد جَدَّدوا الـفَـتْـوى
حَـلَّـلوا قَتْلَ الذي يَدْعو بِإِخْلاصٍ       يـا إِلـهــي بِــعَــلّــيٍ أَرْفَـــــــعُ الـشَّـكْـوى
كُـلَّـمـا جــارَ الـعِـدى قُلْنا بِـإِصْـرارٍ       نَحْنُ غَـيْـرَ المُرْتَضـى الـكَـرّارِ لا نَـهْـوى

جُـذورُ الـفِـكْـرِ مَـعْـروفَـة      مَدى الأَزْمــانِ مَـكْشوفَـة
وُجــوهُ الـعُـصْـبَــــةِ الأولـى      نَــراهــا الـــيَــوْمَ مَــأْلــوفَـــة
أَنَـنْـسى الـنّـارَ فــي جَـزْلٍ      بِدارِ الوَحْيِ مَـصْفـوفَـة؟!
و هل نَـنْـسى يَداً جُـرَّت      بِحَبْلِ البَغْـيِ مَـكْـتـوفَــة؟!

فلا تَعْجَبْ إذا شاهَدْتَ حاقِدْ        يَرى الإيـمـانَ في هَتْكِ المَساجِدْ
يَرى فَـخْــراً لَـــــهُ قَـتْـلَ بَـريـئٍ        بِكَفِّ الضُّرِّ يَدْعو و هْوَ ساجِـدْ
فَإِن زادوا فَساداً و اضْـطِهـاداً         يَــزيــدُ الــحُبُّ للآلِ الأَمـاجِـــدْ

فَـقُـلْـنـا بَــل و كَـرَّرْنا كَـثـــيــراً         لَنا الكَرّارُ حَتّى الـحَـشْـرِ قـائِــدْ
----------------------------

حسين الجني
10/8/2015

- الرادود: حسين سهوان
البلاد القديم – خارج ليلاً

- الرادود: فلاح أحمد
مأتم بن خميس – خارج ليلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق