(1)
أَنـــــا الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ في الـمَـنْــحَـــرْ
أَنـــــا الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ في الـمَـنْــحَـــرْ
سَـأَمْـضـي بـالـيَـقـيــنِ على دَرْبِ الـحُـسَـيْـنِ
==============
أَنـــــا الأَكْــبَــرْ
إلى عَـيْـنِ السَّـمـا أَرْنـو بدَمْعاتِ الهوى أَدْعو بــــإيـمــانـــي
صَـلاةُ
اللَّيْلِ في الخَيْمَة سَأَلْتُ الخالِقَ الرَّحْمَـة بـــأَحْــزانـــي
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ دَعَـــوْتُ
اللهَ في الرَّكْعَة أَنــالُ الفَـخْـرَ والرِّفْعَـة على الـتُّــرْبِ
رَجَوْتُ
اللهَ في السَّجْدَة ثَباتَ العَزْمِ في الشِّدَّة مَدى الحَرْبِ
سَـأَلْتُ اللهَ أن تُخْتَمَ
أَعْمالي شَهيـداً في سَبيلِ الوالِدِ الغالي
دِمائي زَمْزَمٌ والنَّهْرُ
مَذْهولٌ وفَوْقَ التُّرْبِ تُلْقى كُلُّ
أَوْصالي
إلى دِيـنـي لَهُ دَيْـنـي
-------------------------
لَيْلٌ وكُلُّ الشَّوْقِ
في الصَباحِ والشَّفْـعُ والوِتْـرُ هُما سِلاحي
إِنّي نَـهَـلْـتُ العَزْمَ
من صَلاتي وهْيَ التي تَقْوى على الرِّماحِ
قد تَـوَكَّـلْــــتُ
على اللهِ حَسيبي ودَعَـــــــوْتُ
اللهَ واللهُ مُــجــيـــبـــي
هل تُرى يُخْذَلُ قَلْبٌ
قد تَسَلّى في لَيالي العِشْقِ في وَصْلِ الحَبيبِ؟
لَيْلٌ ولكِن أَطْـوَلُ
اللَّيالي فالشَّوْقُ عِنْدي لَحْظَةَ
النِّزالِ
لَيْلٌ ودمّي يَرْتَجي
شُروقاً كَي
ما يُـــرَوّي ظَــمَـأَ الـرِّمالِ
مَـوْعِــدُ المَوْتِ
وميلادُ السَّعادَة إِنْ رَفَعْتُ
الرَّأْسَ فَخْراً بالشَّهادة
نُـصْـرَتي يَوْمَ غَدٍ
للدينِ عُــــدَّتْ ودِمائي
رَخُــصَــــت نَـحْـوَ القِيادة
-------------------------
(2)
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ
في الـمَـنْــحَـــرْ
سَـأَمْـضـي بـالـيَـقـيــنِ على دَرْبِ الـحُـسَـيْـنِ
==============
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ مَسَكْتُ الذِّكْرَ
في كَفِّ وفي
الأُخْــرى بَدا سَيْفي على الـوَعْــدِ
تَلَوْتُ
الذِّكْرَ في الخَيْمَة وفي الفَجْرِ
انْقَضَتْ خَتْمَة على الـعَـهْــدِ
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ سَأَمْضي واثِقَ التَّسْلـيـمْ على
مَـنْـهَــجِ إِبْـــراهـــيــــمْ وإِسْـمـاعيلْ
ثَباتي
في ثَـرى الـطــــفِّ ثَـبــاتَ
فِـتْـيَــةِ الـكَــهْــــفِ على الإِنْجيلْ
بِتَكْليفي سَأَمْضي حاملاً
روحي ولي صَبْرٌ على الأَرْزاءِ من نوحِ
صَـبـــوراً قد دَعا
في قَوْمِهِ عُمْراً وإِنّي قد دَعَوْتُ الشِّمْرَ للسّوحِ
لِتَكْليفي هُنا سَيْفي
-------------------------
أَمْشي على نَهْجِ
النبِيِّ موسى في مَـنْـهَـجٍ أَحْـيـا بِهِ النُّفوسا
مِنْهُ العَصا قد أَغْرَقَت
جُنوداً وإِنَّ
سَيْفي يُسْقِطُ الرُّؤوسا
إِنَّ في داوودَ والـقـائِـدَ
(طـالـوتْ) مَنْهَجٌ
أَسْمى لِدَحْرِ كُلِّ طاغـوتْ
أَقْـتُـلُ الـطّــاغــي
يَـزيــدَ في ثَـبــاتٍ مِثْلَمـا قد (قَتَلَ داوودُ جالوتْ)
للفَجْرِ أَتْلو الذِّكْرَ
باليَقينِ دِرْعٌ لَنا في حِصْنِهِ الحَصينِ
فَهْوَ إلى نَهْجِ السَّما
مَعيني وهْوَ على قَهْرِ البَلا مُعيني
لَنْ يَخيبَ مُؤْمِنٌ بالذِّكْرِ
مُمْسِكْ فَهْوَ
لن يَطْغى ولن يَلْهو ويَـهْتِكْ
إِنَّ لـلـقُـــرْآنٍ مِـنْـهـاجٌ
عَــظــيــــمٌ نَحْوَ دَحْرِ كُلِّ طاغوتٍ ومُشْرِكْ
-------------------------
(3)
-------------------------
(3)
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ
في الـمَـنْــحَـــرْ
سَـأَمْـضـي بـالـيَـقـيــنِ على دَرْبِ الـحُـسَـيْـنِ
==============
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ تَوَضَّأْتُ إلى
الحَرْبِ وحُبُّ
اللهِ في قَلْبي ولَنْ يُـنْــزَعْ
رَفَـعْـتُ الكَفَّ بالآهِ تَـوَكَّـــلْــــتُ على اللهِ ولَنْ أَرْجَـــعْ
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ تَوادَعْتُ
مع الأَهْـلِ وشَوْقي للفِدا يَـغْـلي بِـدَعْـواتـي
لِقاءُ الـدَّمْــــعِ
بالخَيْمَة تَــوادَعْـتُ مَعَ العَمَّة
بِــآهـــــاتِ
نِــداءٌ زَيْــنَــبِـــيٌّ
خـــافِــــتَ الصّوْتِ أَلا فاشْــدُدْ
حيازيـمَـكَ للمَوْتِ
دُموعُ الصَّمْتِ قد
صارَت أَحاديثاً فَلا كِلْماتَ تَعْلو دَمْعَةَ الصَّمْتِ
حَديثُ العَيْنْ سَتَمْضي أَيْنْ؟
-------------------------
هــذا الوِداعُ الآنَ
والـلِّـقــــاءُ يـا زَيْنَبٌ إِنْ جائَكِ النِّداءُ:
(آهٍ على الدُّنْيا
العَفا حَبيبي) صَـوْتٌ
بِهِ تُـخْـتَـرَقُ السَّماءُ
ذا وِداعٌ في هُـــدوءٍ
و وَداعَــــة سَـوْفَ يَأْتي آخَرٌ من بَعْدِ سـاعَــــة
إِنْ نَظَرْتِ كُلَّ عُضْوٍ
في مَكانٍ يا تُرى هل عِنْدَكِ أَيُّ اسْتِطاعَة؟
إِنّي إلى الخَيْماتِ
سَوْفَ آتِي لا تَـخْـرُجي
في عَرْصَةِ الفَلاةِ
جِسْمي سَيَأْتي إِرَبــاً
فـإِرْبـــاً هـــذا
الذي أَرْجــو بِهِ نَـجــاتي
ما عَسى أَوْفي إلى
الدينِ الجَميلا كُـلُّ ما قَـدَّمْـــتُـــهُ يَـبْـقـى قَـلـيـلا
قَــطْــرَةٌ مِن بَـحْـرِ
أَرْزاءِ حُسَيْنٍ إِنَّ مــا حَـــــلّ بِهِ حَــقّـــاً جَـليلا
-------------------------
(4)
-------------------------
(4)
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ
في الـمَـنْــحَـــرْ
سَـأَمْـضـي بـالـيَـقـيــنِ على دَرْبِ الـحُـسَـيْـنِ
==============
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ حَـفـيـدُ الـقـائِـدِ الـثّـاقِبْ عَلِيِّ
بـنِ أَبي طــالِــــبْ فَلَن أُقْــهَـرْ
بِــعَــزْمٍ
أَحْــمِــلُ الـرّايَـــــة وقَـصْـدُ الـجَـنَّــةِ الغايَة هُنا الـمَعْبَرْ
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ صَـعَــدْتُ الـخَـيْـلَ بالعِزَّة كَـأَنّي جَــــدِّيَ الـحَـمْزَة بــإِصْـراري
نَقَشْتُ الرُّعْبَ في سَيْفي نَثَرْتُ
الخَوْفَ من كَفّي بــفَــقّــــاري
بخُبْثٍ أَظْهَروا لي كامِلَ
الحِقْدِ أَتاني (مُـرَّةُ بنَ مُـنْـقِذِ العَبْدي)
بطَعْناتٍ وضَـرْبــاتٍ
وتَـقْـطـيـعٍ وقَد وُسِّدَ في حَرِّ الثَّرى خَدّي
على الـتُّـرْبِ انْقَضى نَـحْـبـي
-------------------------
جِسْمي غَدا مُسْتَوْدَعَ
الأَسِنَّة في طَعْنَةٍ أَلْقى هُناكَ طَعْـنَـة
أَنّـــاتُ عِــزٍّ صَـدَحَــــتْ
بثَغْري حَتّى تَجاوَزْتُ السَّمـا بـأَنَّــــة
إِنَّني دِرْعٌ إلى
الـوالي الـمُـفَــدّى والفَتى
الـمُـؤْمِـنُ للظُّـلْـمِ تَـحَــدّى
إنني كُنْتُ
شَـبـابـــاً تَـضْـحَـوِيّـــاً ورَأَيْتُ المَوْتَ يومَ الطفِّ شَهْدا
ناحَ الثَّرى من شِدَّةِ
المُصابِ قد مَزَّقوا جِسْمي مع الـثِّـيـابِ
عَـيْـنـي إلى بَـوّابَـةٍ
تَـجَـــلَّــــتْ في جَـنَّــةِ الـخُـلْـدِ
رَأَيْتُ بابـي
مــا عَسى أَنْ أَصِفَ
البابَ المُعَظَّمْ؟ شامِخاً في شَأْنِهِ مُفْتاحُهُ الدَمْ
كُـلُّ مَن للدينِ قد
سـالَـت دِمــــــاهُ في جِنانِ الخُلْدِ بالإِنْعامِ يَـنْـعَمْ
-------------------------
(5)
-------------------------
(5)
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ نَــقَــشْـــتُ الـديـــنَ
في الـمَـنْــحَـــرْ
سَـأَمْـضـي بـالـيَـقـيــنِ على دَرْبِ الـحُـسَـيْـنِ
==============
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ على الـتُّـرْبانِ
أَشْلائي وفـي الـعَـلْـيـاءِ آلائــي بفَضْلِ
الله
شَهيدُ الدينِ والشِّرْعَـة وجِسْمي
قِطْعَةٌ قِطْعَة بـحَمْدِ
الله
أَنـــــا
الأَكْــبَــرْ أَتـانــي والــدي الغالـي فَـخـوراً
رَأْسُــهُ عـالـي بِـلا رَيْــبِ
يُنادي الشُّكْـرُ يا رَبّـي فـهـذا
قِـطْـعَـةُ القَـلْبِ على التُّرْبِ
فَمُذْ نادى على الدُّنْيا
العَفا يا ابْني لَـهُ شُكْرٌ وحَمْدٌ لَحْظَةَ الحُزْنِ
يُــواسـيـنـي بدَمْعِ
الشُّكْرِ مَفْجوعاً وما أَقْسى وِداعَ العَيْنِ بالعَيْنِ
بِـحَـمْـد الله وشُـكْـر الله
-------------------------
ما بَـيْـنَنا لا يَنْقَضي
الهُيامُ والجُرْحُ لا يَشْرَحُهُ الكَلامُ
لا أَرْتَـجـي إِلّا رِضاهُ
حَقّـاً مَنْ إِنَّـنـي إِذْ إِنَّـــهُ الإِمامُ؟
إِنْ رَضــــا عَنّي
فإِنَّ اللهَ يَـرْضى حُبُّهُ فَرْضٌ و
أَعْظِمْ بِهِ فَرْضـا
نورُهُ القُدْسِيُّ أَحْيا
لي شُعوري فازْدَهى
قَلْبي بِهِ وازْدادَ وَمْضا
ما بَـيْـنَـنا لا يَـنْـتَـهـي
التَّلاقي ما أَفْجَعَ التَّوْديــعَ بالعِناقِ
لا يَـنْـتَـهـي التَّوْديـعُ
في ثَـوانٍ بل إِنَّهُ يُنْقَشُ في الـمَـآقي
إِنْ تَـفـارَقْـنـا
بأَجْـسـادٍ فَـإِنّــا قد تَـلاحَـمْـنـا
بروحٍ لَيْسَ تَـفْـنـى
إِنَّني من دونِهِ لَسْتُ
بِشَيْءٍ لَيْسَ لي من دونِهِ في العُمْرِ مَعْنـى
---------------
حسين الجني
14/9/2018
الرادود: أحمد يحيى
مأتم السنابس – خارج ليلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق