الجمعة، 6 مايو 2016

موكبية (3) - استشهاد الإمام الكاظم (ع) - 2016

(1)
يــا قِـصَّـةَ الـصَّـبْــرِ      تُـرْوى على الـجِـسْـرِ
يـا شـيـعَـةَ الآلِ الـكِـرامِ      فـاسْـتَـقْـبِـلـوا نَـعْـشَ الإِمــــامِ*
-----------------------------------
أَيُّـهــا الـسِّـجْـنُ أَجِبْ قَلْبي الـمُـؤَلَّـمْ        أَوَهَــــل كُــنْـــتَ عن الكـاظِـمِ تَـعْـلَــمْ؟
هَل رَأَيْــــتَ الجِسْمَ بالـتَّـعْـذيبِ دامٍ        أَمْ تُرى قد كُنْتَ أَعْمى القَلْبِ مُعْدَمْ؟
هَل سَـمِعْتَ الجُرْحَ يَشْكو بانْتِحابٍ       أَمْ تُرى أُذْنـــاكَ عَـمْـداً صابَـهـا الـصَـمْ؟
هَل تَـكَـلَّـمْـتَ لِــرَدِّ الـظُّــلْــمِ عَــــنْــــهُ       أَمْ تُرى قد كُـنْـتَ ضِـدَّ الظُّلْمِ أَبْــكَــمْ؟
لَم تُـجِــبْ قَلْبي و عِـنْـدي كَم دَلـيـلٍ       يَـشْــرَحُ الظُّلْمَ الـذي في جِـسْـمِـهِ تَــــمْ
كَــــفُّـــــهُ الـيُـمْــنــى بِـهـا آثــــارُ قَـــيْــــدٍ       و بِـيُـسْــراهُ بِــحـــارٌ تَــــنْــــزِفُ الـــــدمْ
رِجْــــلُــهُ من شِدَّةِ الـثُّـقْـلِ تَــراخَــــتْ       ظَـهْــرُهُ مِن قَــسْــوَةِ الـضَّــرْبِ مُــؤَلَّــــمْ
عَـيْـنُـهُ اعْـتَـلَّــت فَلا شَـمْـسٌ يَـراهـا       وَجْـــهُـــهُ ذو زُرْقَــــةٍ من شِـدَّةِ الـسَّــــمْ

يا سِجْنُ لا تُـخْـفِ الذي     قد حَـلَّ في جِسْمِ الإِمامْ
هـذا الـدَّلـيـلُ واضِـحــاً      لا شَـــكَّ في هذا الكَلامْ
فالـجِـسْـمُ ذَبْـلانٌ و في      أَعْضائِــــهِ يَـسْري السُّقامْ

ما لَـدَيْكَ حَتْمـاً      يــا سِجْـنُ أَيَّ تَـبْـريـرْ       ذاقَ فيكَ وَيْــلاً      في ظُـلْـمَـةِ الطَّوامـيـرْ
جِسْمُـهُ نَـحـيـلٌ      مُـنْـقَـلِـبُ الـتَّـعـابـيـرْ       يـالَــهـــا سُـمــومٌ      أَدَّت لأيِّ تَــــــأْثـــيـــرْ
من يُـريـدُ حَـقّـاً      أو مَن يُـريدُ تَـغْـيـيـرْ       دَبَّـــــــروا إِلَـــيْــهِ      بالـحِـقْـدِ أَلْفَ تَـدْبـيـرْ
إِنَّـــــهُ ابْـنُ طـــه      مُـسْتَـوْدَعُ الـتَّـفـاسيرْ      يَـسْـتَـحِـقُّ قَـتْـلاً     أم يَـسْتَحِقُّ تَـقْـديـرْ؟

يـا سِـجْـنُ لا تَـفْـرَحْ       فَـمِـنْـكَ قَلْبُ طه المُصْطَفى يُـجْـرَحْ
الـحَـــــقُّ لا يُـــقْـــدَحْ       فَجِسْمُ الكاظِمِ عَن حَـقِّـهِ يَــشْـــرَحْ
لِـجُــرْمِــكُـم يَـفْـضَـحْ       عَلَيْكُم لَـعَـنــاتٌ في الـسَّــمـا تَـصْـدَحْ
للظُّـلْـمِ مَن يَـجْــنَــحْ       فَعَنْ جَـنّــاتِ عَــدْنٍ في غَـدٍ يُــنْــزَحْ
 -----------------------------------

(2)
يــا قِـصَّـةَ الـصَّـبْــرِ      تُـرْوى على الـجِـسْـرِ
يـا شـيـعَـةَ الآلِ الـكِـرامِ      فـاسْـتَـقْـبِـلـوا نَـعْـشَ الإِمــــامِ*
-----------------------------------
تَـهْـبِـطُ النَّجْـمـاتُ بالشَّـوْقِ الكَبيرِ        خُــشَّـعــاً في هَـدْئَـــةِ الثُّلْثِ الأَخـيـرِ
تَـنْـهَــلُ الأَنْــوارَ في ظُـلْـمَةِ سِـجْـنٍ        مِن سَنا الكاظِمِ ذو الوَجْهِ الـمُـنـيـرِ
تَــنْــظُــرُ السَّـجّـادَةَ النَّوْراءَ تَـزْهـو        مِن دُموعِ الـطّــاهِــرِ الـعَـبْـدِ الفَـقـيـرِ
و هْوَ يَدْعو أَن يَكونَ الشَّهْرُ هذا        خــاتِـمَ الـعُـمْــرِ بِـخَـيْـــرٍ في الـمَـصيرِ
شَهْـرُ خَـيْـراتٍ و ما أَسْـمـاهُ شَهْرٌ         كـافَـــأَ الـكــاظِـــمَ بـالـخَــيْــرِ الـكَـثيـرِ
فَــهْــوَ في أَيّـــامِـــــهِ مـــاتَ شَهيداً         مـا لَــهُ في الـفَـخْــرِ هذا من نَـظـيــرِ
قد قَضى في السِّجْنِ عُمْراً يوسُفِيّاً         بَل هُوَ اسْـتَـشْـهَـدَ في وَضْـــعٍ مَــريــرِ
يوسُـفٌ للقَـصْـرِ قد ســارَ أَمـيـراً         و هْــوَ لـلـقَـبْــرِ مَشى مَشْيَ الأَمــيـــرِ

في رَجَـبِ الـخَـيْـرِ قَضى       مــا أَجْـمَـلَ هذا الـخِـتـامْ
شـيـعَـتُـــهُ مُـذ سَـمِـعـــوا        بِــأَنَّــــــهُ مــاتَ الإِمـــــامْ
ناحوا و صاحوا فُـجَّـعــاً        إِلَـــيْـــكَ نَـبْــعَــثُ السَّلامْ

شَـيَّــعــوهُ حُــزْنــــاً      في رَجَبِ الـمُرَجَّـبْ      مُـخْــلِـصـاً تَـقِــيّــــاً      مُـــسْـتَــشْهَـداً مُــعَذَّبْ
عــــاشَ في سُجونٍ     عن نــاسِــهِ مُـغَـيَّــــبْ      في الـعِــراقِ ثــــاوٍ      عن أَهْـلِـــــهِ مُــغَــرَّبْ
نَـــعْـــشُـــهُ بِــقَــــيْــــدٍ     فالكُـلُّ قد تَـعَـجَّـــبْ      والقُلوبُ ضَـجَّتْ      و الجِسْرُ دَمْعُهُ صَــبْ
بالـدُّعـاءِ صـاحـوا     رَبَّ السَّماءِ فاغْضَبْ      الإِمــــــامُ مـوسى      خُـــذْ ثـــــارَهُ أَيــــا رَبْ

ضَجّوا على الجِسْـرِ      أَيـــا رَبّــــــاهُ أَلْـهِـمْـنـا مـن الـصَّـــبْـــرِ
لَطْمـاً على الصَّدْرِ      نَــهِــلُّ الـدَّمْـــعَ تَـــوْديــعــاً على القَـبْـرِ
و مَــدُّنا الـثَّــوْري      سَـيَـبْـقى مَــدُّهُ لِـصـاحِـــبِ العَــصْــرِ
للأَخْـــــذِ بـالـثَّـأْرِ      سَـيَـبْـنـي دَوْلَةً تَـقْـضـي على الـجَـوْرِ
-----------------------------------

(3) 
يــا قِـصَّـةَ الـصَّـبْــرِ      تُـرْوى على الـجِـسْـرِ
يـا شـيـعَـةَ الآلِ الـكِـرامِ      فـاسْـتَـقْـبِـلـوا نَـعْـشَ الإِمــــامِ*
-----------------------------------
يا رَشـيـدَ الـخُـبْثِ ما كُنْتَ رَشـيــدا         في وُجـوهِ الخَيْرِ أَشْـهَـرْتَ الـحَــديــدا
أَنْــــتَ لَــم تُـفْـلِـحْ و لا يَـفْـلَـحُ طـاغٍ         ما رَعى الشَّيْخَ و لا الطِّـفْـلَ الوَلـيـدا
عِشْتَ في مـُسْـتَـنْـقَـعِ الإِجْرامِ طِفْلاً         فَـنَـمــــا الـعـــودُ جَــهـــولاً و عَــنــيـــدا
تَحْتَ رِجْـلَـيْـكَ تَــؤُنُّ الأَرْضُ وَيْــــلاً         مُذ أَرَدْتَ النّاسَ لــلــقَـصْـــرِ عَــبـيــدا
كم تَـجَــــــرَّأْتَ على هَـــتْـــكِ إِمــــــامٍ         و بَــذَلْــتَ المالَ والـجُـهْـدَ الـجَــهــيــدا
و قَـضـى اللهُ بِــــأَنْ تَـبْـقـى خَــبــيــثــاً         و قَـضى أَنْ يَـرْحَـلَ الطُّـهْـرَ شَـهـيـدا
فــاقْــــرَعِ الطَّـبْـلَ و أَعْـلِـنْـهـا جَـلِـيّـاً         صارَ هذا اليومَ في الـدُّسْـتـورِ عـيـدا
في غَـــــدٍ عُــنْـــوانُ ما تَلْقى يَــســاراً         بَـطْـشُ رَبِّ الكَوْنِ بالطاغي شَديـدا

تُـدْعى إلى الـــنـــارِ فَــــلا       نَــــفْــــعٌ لِـــمــــالٍ أو بَــــنــــونْ
ما في الكِـتـابِ فــاضِـحٌ       ظُلْمٌ و هَـتْـكٌ و سُـجـــونْ
لـلـنـارِ تُـدْعى خـاسِـئــاً        في قَـعْـرِهــا تَلْقى الـمَـنـونْ

قد زَرَعْتَ ظُلْمـاً      فاحْصُدْ هُنا الـثِّـمـارا      يا رَشيدَ فـاقْـطُـفْ      حَـصْــدَ الـثِّــمـارِ نــــارا
ما تَـرَكْتَ شَيْخاً       لم تَـتْـــرُكِ الـصِّــغـارا      كم هَــدَمْــتَ صَـرْحاً      بـل كَم هَــتَـــكْــــتَ دارا
كم كَـتَـمْـتَ صَوْتاً      لـلـحَــقِّ كــــانَ ثــــارا       كم سَـرَقْـــتَ خُــبْــزاً      من لُـقْـمَــةِ الــفُــقـــارى
مــا كَــــفـــاكَ حَتّى      للـعـارِ صِـرْتَ عــارا       في السُّجونِ جَـوْراً      تُــسْـتَـشْـهَـدُ الأُسارى

فَــكِــــدْ بِــنــا كَــــيْــــدَكْ       فَـحَـتْـمــاً قَــصْــرُكَ العالي غَداً يَـنْـدَكْ
نـاصِــبْ هُنا جُـهْـدَكْ       فَـجَـزْمـاً سَـيَــزولُ كُـــلُّ مـــا عِــنْــــدَكْ
حاذِرْ، و قِفْ حَـدَّكْ       فَـكُـلُّ الـشَّـعْـبِ صَـفّـاً وَقَـفـوا ضِدَّكْ
ما صَـــدَّقــــوا وَعْــدَكْ       فَهَيّا ارْحَلْ عن الأَرْضِ و خُذْ جُنْدَكْ
-----------------------------------

حسين الجني
1/5/2016

* المستهل ليس من كتابتي



- الرادود: أحمد يحيى
مأتم بن خميس – خارج عصراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق