موكبية - استشهاد الإمام الحسن عليه السلام - 2022

 

(1)

أَبْـكـي على الـدامـي     مِـنَ الـسِّـهــامِ

شُــلَّــتْ يَــدُ الرامـي     نَـعْـشَ الإمـــامِ

آه يــا سَــيِّـــدي آه    آه يــا سَــيِّـــدي آه

=============

أَوَّلُ الأَسْـــهُـــمِ    ضاحِكُ المَبْسَمِ    جــــاءَ للأَنْــجُـــمِ   بالظَّــــلامِ

سَهْمُهُمْ إِنْ بَغى    لَمْ يَـنَـلْ ما بَغا    وهْوَ طاغٍ طَغى   بـانْـتِـقــــامِ

كُلَّما حَـــشَّــدوا     كُلَّـمـا سَــدَّدوا    فَهْوَ لا يُــخْـمَــدُ    بـالـسِّهامِ

سَـيِّــدُ الـمُـثُـلِ    خُـلْـقُــــهُ أَزَلـــي    فَهْوَ شِـبْــلُ عَلِي    ذو المَقامِ

--------------------

سَهْمُهُمْ في طَلْقِهِ     قــاصِدٌ لِخُـلْقِـهِ     بَـحْـرُ أَخْلاقٍ أَرادوا طَعْنَ ما في عُـمْـقِـهِ

طَعَنوا في صِدْقِهِ    جَلَّ في مَنْطِقِـهِ     نـــورُهُ في غَـرْبِـــهِ شَـــــعَّ لِأَهْـــلِ شَـرْقِـــهِ

سَهْمُهُم بِـرَشْـقِـــهِ    جـاءَهُ بِـفُـسْـقِـهِ      هل أَصابَ نَحْرَهُ أَمْ جاءَ وَسْطَ حَلْقِهِ؟!

رَبُّــنـــا مِن فَـوْقِـــهِ    آخِــــذٌ بِـحَـقِّــــهِ       سُـحِـقـوا من بَعْدِما تَـواطَؤوا لِسَـحْقِــهِ

--------------------

سَهْمُهُمْ تَـمـادى   بالجُحودِ عادى     صاحَبَ الـمـعـالي

زاكِـيــاً مُــزَكّــى    للـنـبـيِّ أَبْـكـى     في دُجـــى اللّيالي

قَصْدُهُم إِهـانَــــة    لذَوي الـمَكانَـة     ســـادَةِ الـجَــــلالِ

كَيْفَ إي واللهِ    قَــزَمٌ يُـضـاهي     هَـيْـبَـةَ الـجِبالِ؟

----------------

(2) 

أَبْـكـي على الـدامـي     مِـنَ الـسِّـهــامِ

شُــلَّــتْ يَــدُ الرامـي     نَـعْـشَ الإمـــامِ

آه يــا سَــيِّـــدي آه    آه يــا سَــيِّـــدي آه

=============

ثانِـــــيَ الأَسْهُــمِ     عُـــدَّ مِـــن قِـــدَمِ     ثَـــــــأْرُهُ لـلــــــدَمِ    بالـمَـيـاديـنْ

من قَديمِ الزمَـنْ     ثَـــأْرُهُ مــا سَـكَـنْ     جاءَ نَعْشَ الحَسَنْ    دونَـمــا لِيـنْ

كَمْ مَضى ضِــدَّهُمْ     هــادِمـــاً سَدَّهُــــمْ     طاحِـنـاً جُـنْـدَهُـمْ   يَــــوْمَ صِفّينْ

لا تُـوَفّي الـجُمَلْ     شُلَّ كَفُّ الجَمَلْ     مَـزَّقوا النَّعْشَ بَلْ    مَزّقوا الدينْ

--------------------

سَـهْـمُـهُـم ثَـــــأْرٌ لِـمـا     عِـنْـــدَمــــا الدَّمُّ طَـمــــا    فالزكِيُّ السِّبْطُ سَيْفٌ قد أَذَلَّ الصَنَمـا

في رَحى الحَرْبِ سَمـا     رَعْــــدُهُ يَدْوي السَّمـا    جَبَلٌ شَهْمٌ وهُمْ لَيْسوا سِوى بَعْضِ دُمى

بَـــطَــــلٌ عِنْدَ الـحِمى     عَنْ عُرى الدينِ حَمـا     إِنَّهُ الشِّبْلُ لذاكَ الأَسَـدِ الـمُـجْلي العَمى

في الوَطيسِ دَمْـدَمــا     فَهْوَ سِــجـيـلاً رَمـــى     ما رَمى لكِنَّ جَـبّـــارَ السَّــــمـاواتِ رَمى

--------------------

سَـهْـمُـهُم تَذَكَّرْ    كَيْف شِبْلُ حَيْدَرْ     قــائِـــــدٌ مُـحَـنَّــــكْ

سَيْفُهُ المُذَهَّبْ    نـاصِـــرٌ للمَـذْهَـبْ     لـلــعَـــدُوِّ أَرْبَـــــــكْ

وَقَــفــــوا أَمامَه    جَــحَــدوا الإِمــامَـة     مِـثْـلُــهُ أَيُــتْـــرَكْ؟!

في غَدٍ سَيُـعْـلَمْ    مَـن إلى جَــــهَـــنَّــــمْ     مَن غَداً سَيَضْحَكْ

----------------

(3) 

أَبْـكـي على الـدامـي     مِـنَ الـسِّـهــامِ

شُــلَّــتْ يَــدُ الرامـي     نَـعْـشَ الإمـــامِ

آه يــا سَــيِّـــدي آه    آه يــا سَــيِّـــدي آه

=============

ثــالِــثُ الأَسْهُمِ     كانَ كالـحِـمَـمِ    للحُسَيْنِ الظَّمي    كانَ مَـقْـصـــودْ

صَـوَّبـوا ظِـلَّـــهُ     أَثْـقَـلوا حِـمْلَـهُ    أَيُّ فَـقْــدٍ لَـــهُ؟    أَيُّ مَــفْـقـــودْ؟

أَطْفَؤوا بَسْمَتَه     صَوَّبوا عِـمَّـتَـه    ما رَعَوْا حُرْمَتَه    قَـــوْمُ نَـمْـــرودْ

يا لِـعُـظْـمِ الأَخِ     عِنْدَهُ يَـرْتَـخي    بالعَطايا سَـخي    صاحِبُ الجودْ

--------------------

سَهْمُهُم كانَ انِطِلاقْ     لِـمَـآسٍ لا تُـطـاقْ    فَهْيَ مَـأْســــاةٌ أَتَتْ مِن طَيْبَةَ نَحْو الـعِـراقْ

هُمْ بـحِـلْـــفٍ واتِّفاقْ     أَنْ دَمُ الدينِ يُراقْ    مَنْـهَجٌ مُنْذُ رَسولِ اللهِ في نَفْسِ الـسِّـيــاقْ

مَـنْـهَــجٌ للدينِ عاقْ     سَهْمُهُ رامَ الشِّقاقْ    لا تَسَلْ كَيْفَ حُسَيْنٌ صَدْرُهُ نَبْعٌ مُـــراقْ؟

بَـلَغَ الظُّـلْـمُ الـتَّـراقْ     شَدَّ بالحِقْدِ الوِثاقْ    لا تَسَلْ كَيْفَ أَتى نَحْرَ الرضيعِ باشْتِياقْ؟!

--------------------

سَـهْـمُهُمْ بِدايَة    مالَـهُ نِـهـايَــــة    في مَدى العُصورِ

كانَ في المَدينَة    عـادَ للمَدينَة    فـي لِـــبـــاسِ زورِ

زُمْـرَةٌ عِـصـابَـة    دَنَّسَوْا تُرابَــه    أَطْــهَــرُ الـقُـبــورِ

شامِـخـاً يَـظَلُّ    والعِدى تُذَلُّ    في مَدى الدُّهـورِ

 ----------------

(4)

أَبْـكـي على الـدامـي     مِـنَ الـسِّـهــامِ

شُــلَّــتْ يَــدُ الرامـي     نَـعْـشَ الإمـــامِ

آه يــا سَــيِّـــدي آه    آه يــا سَــيِّـــدي آه

=============

رابِــــعُ الأَسْهُـمِ     جاهِلٌ صَنَمي    أَيُّ سَهْمٍ رُمي    للهُدى غالْ

سادَةٌ أَوْصِياءْ     قـــــادَةٌ أَوْلياءْ    ذادَةٌ أَتْــقِــيــــاءْ    قَدْرُهُمْ عالْ

وَجَـدوهُم قِمَمْ     نِـعْـمَــةً للـنِّـعَـمْ    حَسَدوهُمْ نَعَمْ    عَقْلُ جُهّالْ

نَحْنُ في دَرْبِهِمْ     في هَوى حُبِّهِمْ    كُلُّ خَيْرٍ بِـهِـمْ    جَـنَّـةُ الآلْ

--------------------

ضائِعٌ من دونِـهِــمْ     حِـرْتُ في مَكْنونِـهِـمْ     تائِهٌ ولَمْ أَجِدْ مَأْوَىً سِــوى عُيونِـهِـمْ

فَإِلى جُـفــونِـــهِـــمْ     وإِلـــــى ظُــعـــونِـهِـمْ     جِئْتُ كالحَمامِ مُشْتاقاً إَلى غُصونِــهِـمْ

طــالِــبٌ لِعَوْنِــهِــــمْ     وإِلـى مَـخْـــزونِــهِــمْ     جائِعٌ قَد شَدَّني الشَّوْقُ إلى زَيْتونِـهِـمْ

راغِبٌ في صَوْنِـهِـمْ    عِشْتُ في حُصونِـهِمْ     إِنَّني حُرٌّ عَبَرْتُ الكَوْنَ في سُجـونِـهِـمْ

--------------------

عِشْقُنا هَواهُمْ     لم نَجِدْ سِواهُـمْ    مَـنْـهَـجــاً جَلِيّا

قائِمونَ بالحَقْ    لليَقينِ أَسْـبَــقْ     سُلَّـمـاً عَـلِـيّـاً

فــازَ مَن تَوَلّى    والعدوُّ يُــصْلى     في غَدٍ صَلِيّا

مُنْذُ عالَمِ الذَرْ    الوَصِيُّ حَـيْدَرْ     كانَ لي وَلِـيّـا

 ----------------

(5)

أَبْـكـي على الـدامـي     مِـنَ الـسِّـهــامِ

شُــلَّــتْ يَــدُ الرامـي     نَـعْـشَ الإمـــامِ

آه يــا سَــيِّـــدي آه    آه يــا سَــيِّـــدي آه

=============

خــامِـــسُ الأَسْهُـمِ    كـــــــانَ لــلــقــــادِمِ     الْحُـجَّــةِ القائِــــــــمِ    وَعْدُهُ الغَدْ

ما أَصابَ الحَسَنْ    بَلْ مَضى في الزمَنْ     صَوَّبَ ابْنَ الحَسَنْ    وتَـــــمَــــرَّدْ

جـــــاءَهُ وارْتَـكَــزْ    بالــعَـمـيـقِ انْــغَــرَزْ     قَـلْـبَـــهَ قَــدْ وَخَــــزْ    دونَـمـا حَدْ

يا مَـــــلاذَ الـدُّنــــا    وَعْــــدُكَ هَــلْ دَنا؟     سَـيِّـدي قُـــــمْ لَـنا    يا ابْنَ أَحْمَدْ

--------------------

أَيُّ حِـقْــدٍ وانْـتِـقــامْ     لِبَني طــه الـكِــــرامْ    مَنْهَجُ الماضي لَهُ نَظْرَةَ خُبْثٍ في الأَمــــامْ

أَسَّسوا نَهْج السِّهامْ     فَـعَـلـوا كُلَّ حَــــرامْ     مُـجْـرِمون ويَــرَوْنَـهُـــمْ حَمـاماتِ سَلامْ

نَرْتَجي نورَ الإِمـــــامْ    بَأِبي الطُّهْرُ الـمُـضـامْ     كُلَّما خَطْبٌ مَضى أَتاهُ خَطْبٌ في المَقامْ

كُلُّ قَلْبٍ بِهِ هـــــامْ    راجِياً كَشْفَ الغَمـامْ     يــا إِلهي عَجِّل النورَ الذي يُجْلي الظَّلامْ

--------------------

آمِـــلونَ عَـدْلَـه     تائِقونَ وَصْـلَه     مُنْقِذُ البرِيَّـــة

وَرْدُنا سَيَذْبَلْ     والقُلوبُ تَأْمَلْ    كَـفَّــهُ النَّدِيَّــة

شَوْقُنا لِشَمْسِهْ    عِشْقُنا لِكَأْسِـهْ     شَـرْبَـةً رَوِيَّــة

رَبَّــنـا فَـسَــهِّـلْ    وإِلَـيْــهِ عَـجِّــلْ     طَلْـعَـةً بَـهِـيَّـة

----------------

حسين الجني

3/9/2022

الرادود: ميرزا العرادي

خارج حسينية بن خميس ليلاً