(1)
لَبَّيْكَ وِتْــرَ اللهِ الـمَـوْتـــورْ لَبَّيْكَ ثــارَ
اللهِ الـمَـنْـصــورْ
أَيْ واشَـهـيـداهْ أَيْ ما غَـريـبـاهْ
============
لَبَّيْكَ نوراً يُـضـيءُ الـعـالَـــمَ الـمُظْلِـمـا مُــــذْ
خِــلْـتَـــهُ ظـــامِـــــآ أَسْـقَـيْـتَــهُ بالدِّمــــا
عايَنْتَ دينَ أبــِي الزَّهْــراءِ مُحْـتَـضِـراً بالنَّـحْــرِ
والـصَّــــدْرِ قد ناوَلْتَهُ الـبَـلْـسَـمــــا
للهِ دَرُّ جَـــبـــيــــنٍ نـازِفــــــــاً
أَلَــــمـــــاً حَـتّـى يُــرى الـدّيــنُ صُلْباً يَـقْـهَــرُ
الأَلَـمـا
قد كانَت النّاس خَرْسى بَل بدونِ فَمٍ وقد
صَـنَـعْـتَ لَـهـا مِن كَـــرْبَــــــلاءَ فَـمـا
إِنْ حاوَلَ الظُّلْـمُ أَنْ يَــرْمي لَنا عَـلَـمــاً اسْتَخْرَجْـتَ
مِن غَـيْـبَـةِ الجُبِّ لَنا عَـلَمـا
ماذا وَجَـدْنـــاكَ حَتّى صِــــرْتَ عـالَمَنا
والعَيْشُ
في وَسْطِ عَيْنَيْكَ بِوِسْعِ السَّمـا؟
من دَمِّكَ المُسالُ يُسْتَلْهَمُ الكَـمـالُ يا مُـنْـقِـذَ الــرَّسـالَـــــة
فَوْقَ التُّرابِ تَبْقى أَنْقَذْتَ
كُلَّ غَرْقى مـن مَـوْجَـــةِ الضَّلالَـــة
إِنْ سَدَّدوا الرُّمْـحـا قُلْتَ لَـــهُ مَرْحى
أَهْلًا فَإِنْ جَـرَحْـتَـنـي سَأَسْـمـو ما كــانَ للهِ فَـسَوْفَ يَــــنْـــمــو
إِنْ جِئْتَ للطَّـعْـنِ فانْـظُـرْ إلى غُـصْـنـي
يَــنْــمــو ويَـمْـتَــدُّ لِـكُـلِّ قــــادِمْ وانْظُرْ
إلى الإِحْـيـاءِ في الـمَـآتِـمْ
ماذا كُنْتَ يا مَوْلايَ في الغَيْبِ؟ حَتّى صِرْتَ جَــذْراً داخِــلَ الـقَـلْـبِ
أَحْـبَـبْـنـــاكَ ديــنــاً شــامِـخــاً
سامٍ فاقْـبَـلْـنـا فَـمـا الدّينُ سِوى الـحـبِّ
سَيَبْقى العَزاءُ وهذا
الـبَـقــاءُ هُـوَ الـلُّــطْــفُ
فَبَحْرُ الـمَآتِـــمْ بِهِ
الخَيْرُ عارِمْ وبَـــل
يَــطْــفــو
بِـذِكْـراكُـــم نَـحْـيـا أَيــا ســـادَة ولَنْ
نَرْضــى بِـغَـيْــرِكُـــم قـــــادَة
فَمَن هـــــذا للدينِ قد أَعْطى دِمــــــاهُ بَـــــل قَــــــدَّمَ
أَوْلادَه
--------------
(2)
لَبَّيْكَ وِتْــرَ اللهِ الـمَـوْتـــورْ لَبَّيْكَ ثــارَ
اللهِ الـمَـنْـصــورْ
أَيْ واشَـهـيـداهْ أَيْ ما غَـريـبـاهْ
============
لَبَّيْكَ طَوْداً على النَّهْرِ انْحَنى مُـثْـقَلا فـيـمـا جَرى هاهُنا قَد لُخِّصَت كَـرْبَلا
الهاشِـمِـيّــانِ فَوْقَ النَّـهْـرِ وَحْدَهُـمـا بالـحَـمْــدِ والشُّـكْـرِ للهِ قـد انْـشَـغَــلا
وحَـوْلَهُم غَـبْــرَةُ البَّيْداءِ تَـحْـجِـبُـهُـمْ كَي لا يُرى الدَّمْعُ من جَفْنَيْـهِـمـا
هَطَلا
بَـيْـنَـهُـمـا نَظْرَةٌ مِنْها الشُّموسُ عَمَتْ بَـيْـنَـهُـمـا هَـمْـسَــةٌ قد دَكَّـــت
الـجَبَلا
أَيْ يا أخي ما دَهاكَ اليَوْمَ تَتْرُكَني؟ آهٍ لِـخَـطْـبٍ عَــظــيـــمٍ فـــــادِحٍ
نَـــزَلا
عُدْ نَبْضَ قَلْبي فَلا أَنْساكَ نِـعْـمَ
أخٍ فالقَلْبُ إِنْ عَنْهُ نَبْضٌ يَـرْحَلُ
ارْتَـحَـلا
فالذِّكْرَياتُ عادَتْ أَرْواحُكُم
تَـنـــادَتْ والكَوْنُ في سُكونِ
تَــنْــظُــرُهُ بِــحُــزْنِ قُلْتَ: أَلا يا عَيْني ما كُنْتِ
أَنْ تَكوني
طَـوْدانِ بالشّاطِـئْ كِـلاكُمـا ظامِـئ
كَـفّــانِ عن أَنْـظـارِكُـم
بَـعـيـدَة يا مَـحْـنَـةً
قاسِـيَــةً شَديدَة
بــــــالآهِ والــوّنِّ تَـنْـظُـرُ للـعَـيْـنِ
هَلّا نَزَعْتَ السَّهْمَ مِن
مَـكـانِــه حَتّى يَرى الرَّضيعَ في
أَمانِـه
هل شاهَدْتَ فَوْقَ الشاطِئِ
القِرْبَة؟ والماءُ رَوى وخَــضَّــــرَ الـتُّـرْبَـة
مـالــــمـــــاءُ إِذا ما خَـــــــــرَّ
إِذْلالاً؟ مُـعْـلِـنـاً إلى سَــــيِّـــــدِهِ
التَّوْبَــــة
أَشاهَدْتَ أُمَّـــــه أَتَتْ كَيْ تَضُمَّــه بُـنَـيْ عَـبّـاسْ
إِذا الضَّعْنُ يَرْحَلْ بِـهِــم فَـتَـكَـفَّـــلْ ولَــوْ بـالـرّاسْ
وِداعـاتٌ بالنَّـهْـرِ كَـمْ
تَلْهَبْ ودَمْعاتُ الفِراقِ لا
تَـنْـضَـبْ
ولكِن مُذْ رَجَـعْـتَ
مَحْـنِـيّـاً فَماذا قَد
أَجَـبْـتَـهـا زَيْـنَــــبْ؟
--------------
(3)
لَبَّيْكَ وِتْــرَ اللهِ الـمَـوْتـــورْ لَبَّيْكَ ثــارَ
اللهِ الـمَـنْـصــورْ
أَيْ واشَـهـيـداهْ أَيْ ما غَـريـبـاهْ
============
لَبَّيْكَ فَــرْداً وَحيداً للوَرى جَـمَـعـا جَذْرُ الجَهالاتِ مـن أَعْـمـاقِها اقْـتَـلَـعـا
يا بَحْرَ عِلْمٍ وَسِعْتَ الكَوْنَ أَكْـمَـلَــهُ ومِنْكَ جُزْءاً جَـمـيعُ الكَوْنِ ما وَسِـعــا
حَيْثُ الـثُّــلاثِـيُّ مُذْ ضَيَّــعَ قِـبْـلَـتَــهُ وصَدْرُكَ الكَعْبَةُ العُظْمى بِـهـا خَـشَعــا
شَدَّ الخُشوعَ فَـمـا أَقْوى عـزيـمَـتَــهُ حَتّى بِـجُـزْءٍ من الأَحْـشـاءِ قد طَـلَعـا
مَوْتى وأَنْفاسُهُم عـــاشَــــت مُرَفَّــهَــةً وأَنْــتَ حَــيٌّ ورَأْسٌ مِـنْـكَ قَد قُـطِعـا
قُــرْآنُـنـا النّاطِـــقُ الـبـاقي إلى أَبَــــدٍ فَـأَنْــتَ والذِّكْرُ حَـقّــاً تُـحْـشَـرانِ
مَـعـا
قد جاءَكَ الثُّلاثي بِـحِـقْـــدِهِ الـوِراثـي مُذْ أَسْقَطَوا أَخـاكـا
لـلـبـابِ أَسْقَطـوهُ والربَّ أَسْـخَـطـوهُ وكَـــــرَّروا لِــذاكــــا
مُذ جاءَكَ اسْتَسْـقـى أَخْشَعْـتَـهُ صِدْقـــا
اسْتَـقْـبَـلْـتَـهُ ضَـيْـفـاً لَقى
الأَمانا لِكِـنَّـــهُ بَـعْـدَ
الأَمــــانِ خـــانــــا
أَخْـبِـــرْهُ يــا سَـــهْــــمُ لَنْ يُـقْـتَـلَ الـحُـلْــمُ
فالدينُ لَن تَـنْـهَـشُــهُ
الـذِّئــــابُ عَـثَـوْا وأَفْسَدوا
وثُــمَّ خـابـوا
إِمْسَحْ بالدمِ الزّاكـي على الأَعْمى يَــرْتَـــــدُّ بَـصـيـراً عالِـمــاً
شَـهْـمــا
ما خِـلْـتُ حَـيـاةً دونَـكُـم
حَـقّـــاً لَـوْلاكُــم وَجَـدْنـا
العَـسَـلَ سُـمّـا
بِصَدْرٍ ومَـنْـحَـرْ ففي القَبْرِ فاحْضَرْ وطَـمْــإِنّـــي
وجُدْ لي بِجودِكْ أَنــا في وُجــــودِكْ أَرى
أَمْــنـي
في الحَشْرِ آوينا من فَزْعَةِ الأَكْوانْ خُــذْ بِـأَيْــديـنـا للـكَــوْثَــرِ الـرَّيّــــانْ
في سَـــــلامٍ آمِــنـيـــنَ لا
نَـخْـشى كيف يَخْشى مَن إِمامُهُ
العُطْشان؟
--------------
(4)
لَبَّيْكَ وِتْــرَ اللهِ الـمَـوْتـــورْ لَبَّيْكَ ثــارَ
اللهِ الـمَـنْـصــورْ
أَيْ واشَـهـيـداهْ أَيْ ما غَـريـبـاهْ
============
لَبَّيْكَ نَجْماً هَوى في التُّرْبِ مُخْتَضِبا يا
مَن إلى الـمَجْدِ والعَلْياءِ كُنْتَ أَبا
جَلَّ الذي في أَراضي الطفِّ أَنْزَلَكُمْ فَـصِـرْتَ
بالحقِّ من آيــاتِـــهِ عَـجَــبـــا
حَرٌّ وشَـمْــسٌ وفَوْقَ التُّرْبِ سَيِّدُهُ والخَيْلُ نَـحْــوَ خِــيــامِ الآلِ قد قَـرُبـا
ماذا دَهـــاهُ وفي صَـهْـلَــتِـــهِ خَــــبَـــرٌ مِنْهُ تَساقَطْنَ من عَلْيائِها الشُّــهُـبــا؟
هل لي سُؤالٌ أَيا مَوْلايَ في خَجَلٍ مُذْ وَجْهُكَ
الـنّـيِّــرُ نَحْوَ التُّرابِ كَبا؟
هل كانَ كَفُّ عليٍّ حاضِــراً وَطَـنـاً أم
كَفُّ فاطِمَةٍ مَـــدَّتْ لَكَ السُّحُبا؟
لَمّا هَوَيْتَ عَرْشا فَوْقَ
التُّرابِ رُشّـا دَمٌّ مِـنَ الـعُـيــونِ
لَمّا هَوَيْتَ سِــرّا قَلْبُ
الطُّغاةِ سُـرّا والنَّـصْـرُ للحُسَيْنِ
مَــوْلايَ ذا سُـــؤْلـي مُذ كُنْتَ في الــرَّمْــلِ
هل شاهَدَت عَيْناكَ ظِلَّ طِفْلَة؟ تَـنْــزَعُ مِــنْــكَ أَسْــهُــمـــاً
ونَـبْــلَـــة
أَحْـنَـتْ على الرَّأْسِ رَتَّــلَــت (الـكُـرْسـي)
تَــمْـسَــحُ عَنْهُ الـــــدمَّ والـغُـبــارا كيف
اسْتَطاعَ قَـلْـبُـهـا اصْطَبارا؟
يا للهِ كـيــف الأَرْضُ مــا دُكَّــــتْ؟ للـ(الطورِ) وللـ(الحَديدِ) كَــــمْ أَبْـكَــتْ
و(السَّجْدَةُ) مُذ هوى هَوَت حُزْناً و(الإِخلاصُ)
عَن عَيْنَيْهِ ما انْـفَـكَّـتْ
ثَــوانٍ أَخـيــرَة صَـهـيـلٌ وحـيـرَة أَلا فَــــارْحَـــمْ
نِــداءُ الظَّليـمَـة دَوى
كُلَّ خَيْـمَـة بِصَوْتِ
الـدَمْ
هُنا جِسْمٌ والسَّيْفُ في نَحْرِهْ وكَــمْ ثِـقْـلٍ أّهْوى على صَـدْرِه
حُسَيْنٌ بالأَذْكـــــارِ مَـشْـغولٌ وسَـيّــافٌ
أَسْـــرَفَ في شَــرِّه
--------------
حسين الجني
8/7/2024
الرادود: حسين قمبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق