(1)
وارِثُ الأَنْـبِـيـاءْ في عُــيــونِ الــسَّــمــاءْ
فَـانْـدِبوني واحُسَيْناً إن جَرى بَـحْـرُ الـدِّمـاءْ
--------------------
تَـــواصَــــلْــــنــــا مَــــع اللهِ و
مــا أَحْـلاهُ مِن وَصْـلِ
تَـسَـلَّـحْـنـا بِــدَمْــعـــاتٍ جَــرَت في عُـتْـمَـة اللَّيْلِ
و إِنَّ الـقَـوْمَ قَد جاءوا لِـهَـتْـكِ الديـنِ في قَـتْـلي
فَـيـا صَحْبي لَـكُـم دوني طَـريـقُ الـسِّلْمِ و الـحِـلِّ
فَـإِنّي لَـيْـسَ لـي شَـوْقٌ سِوى
التَّعْفييرِ في الرَّمْلِ
و أَنْ أَبْقى على الرَّمْـضا ثَـــلاثـــاً دونَــمــا غُـــسْـلِ
===========
كَم تَــوَسَّــلْــتُ إِلـى الـمَـعْـبـودِ رَبّــي أَنْ أرى الـسَّـهْـمَ الـثُّـلاثِـيَّ بِـقَـلْـبـي
خــارِقـــاً صَــدْري لِـقَـفـا ظَــهْــري؟
كَم تَــوَجَّـهْـتُ بِـدَمْـعـاتِ السُّـجـودِ أن يَكـونَ التُّرْبُ صِـهْـراً لِـخُـدودي
في لَهـيبِ الـحَـرْ دامِـيـاً أُصْـهَــرْ؟
كَم تَـضَـرَّعْــتُ بِــــأَنّـــــاتِ الـرُّكــــوعِ أَنْ تَـجـولَ الخَيْلُ عَـشْـراً بِضُلوعي؟
و صَدى الكَسْرِ
مُـعْـلِـنـاً نَـصْري
ما رَجَوْتُ اللهَ في ماضٍ و حاضِرْ سَوْفَ أَلْـقـاهُ غَـداً في يَـوْمِ عـاشِـرْ
في رِضى الباري
مَــوْعِـــــدُ الـثّـارِ
===========
وَعْـدٌ فــي يَـوْمِ الــغَـدْ نَفْدي الدينَ الأَمْـجَـدْ
لا نَـرْضى أَنْ نَـحْـيـى في ذُلٍّ
.. نُــسْـتَــعْــبَــدْ
أَرْواحٌ لَـــــبَّـــــتْـــــني لا تَــفْــنـى بَــل تُـوْلَـــدْ
تَــبْــقــى فــي جَــنّــاتٍ في نَــعْــمـاءٍ تُــسْــعَــــدْ
---------------
(2)
وارِثُ الأَنْـبِـيـاءْ في عُــيــونِ الــسَّــمــاءْ
فَـانْـدِبوني واحُسَيْناً إن جَرى بَـحْـرُ الـدِّمـاءْ
--------------------
تَـعـالـى الـذِّكْــرُ تَـبْـجـيـلاً و بانَـت
حُـمْـرَةُ الفَـجْـرِ
أَقَـمْـتُ الفَرْضَ في سَـعْـيٍ مِـنَ الـخَـيْـمـاتِ للـنَّـهْـرِ
لَـمَـحْـتُ الـقَـيْـدَ مَحْزونـاً يُـنـادي سَيِّدي عُـذْري
فَــإِنّـي فـي غَـــــدٍ أُدْمــي يَـدَ الـحَـوْراءِ في الأَسْـرِ
وَصَلْتُ النَّـهْـرَ فانْسابَـتْ مِـيـاهُ
الـدمِّ في حِـجْــري
===========
شَـدَّني السَّهْمُ بِـأَثْـنـاءِ الـمَـسـيـرِ يَـنْـظُـرُ العَبّاسَ بالـدَّمْـعِ الـغَـزيـرِ
حائِـراً يَـخْـجَـلْ نــــادِمــــاً
يَــسْـــأَلْ:
كَيْفَ لي أَنْ أَرْتَـقي عَرْشَ الإِخاءِ طـامِـسـاً عَـيْـنـاً لَـهُ دونَ حَياءِ؟
و بَـقَـت أُخْرى
تَـحْـرِسُ الـخِـدْرا
كيف لي أن أَعْـتَـلي جـودَ الإِباءِ حـارِمـاً أَطْـفـالَـهُ قَــطْــرَةَ مـــاءِ؟
كَم أنــا قــاســي؟
أَيْـنَ إِحْساسـي؟
أَنْـظُـرُ المـاءَ على الـتُّـرْبِ تَـلاشى و أَرى الأَطْفالَ يَشْكونَ عُطاشى
بَعْضُهُم قَد ماتْ
ضاعَت البَسْماتْ
===========
إِنْ تُــنْــســى آلامــي لا يُـنْـسـى إِجْـرامـي
كـيف لـي أَنْ أُرْدي طِـفْـلاً دونَ الـعـامِ؟
حَتّى شَـقَّ القِـمْـطـا مِــن رَمْــي الــظُّـــلامِ
لَـم يَـشْـرَبْ إِلاّ مِـن بَـحْـرِ الـــدمِّ الـطـامي
---------------
(3)
وارِثُ الأَنْـبِـيـاءْ في عُــيــونِ الــسَّــمــاءْ
فَـانْـدِبوني واحُسَيْناً إن جَرى بَـحْـرُ الـدِّمـاءْ
--------------------
تَـجَـلَّـت ساحَـةُ الحَـرْبِ و عَـيْـنـي تُـبْـصِـرُ الـقَـتْـلى
وَحيداً لَم أَخُـنْ عَـهْـدي و
عَــهْــدي دَوْلَــــةً مُــثْــلـى
فَخُضْتُ الحَرْبَ مِقْدامـاً فَــــذو الـفَـقّــارِ لا يَــبْــلــى
فَأَسْـقَـيْـتُ الـعِـدى نـاراً و
غَـيْـرَ الـنّـارِ لا تَـصْــلـى
تَـجَـلَّـت جَـبْـهَـتـي نـوراً فَـسُـبْـحـانَ الـذي جَـلّــى
رَمَـوْهـا و انْـحَـنـى دَمّي سُـجـوداً يَـشْـكُـرُ الـمَـوْلى
رَفَـعْـتُ الـثَّـوْبَ إِجْباراً فَـبـانَـت
ســـــورَةُ الأَعْـلى
رَمَــوْا سَـهْـمــاً ثُــلاثِــيّــاً و في قَـلْـبـي
بَـدَت تُــتْــلـى
و ما اسْـتَـخْـرَجْـتُـهُ إِلاّ بِــآيــــاتٍ غَـــــدَت ذَبْـــلـــى
فَـمـالَ الـسِّرْجُ للأَرْضِ و جِـسْـمـي
وُسِّـدَ الـرَّمْـلا
فَـجـاءَ الـشِّـمْـرُ مَلْهوفـاً و خُــبْــثــاً وَطَّـــــأَ الـنَّـعْــلا
و حَـزَّ النَّحْرَ بالسَّيْفِ و رَأْســـي بـالـقَـــنـــا عَــلّــى
===========
و بَـقـى الجُثْمانُ فَوْقَ التُّـرْبِ دامي و ابْـتَـدى القَـوْمُ بِتَكْسيـرِ عِظامي
سَـحَـقـوا ضِـلْـعي و السَّـمـا تَـنْـعي
بَـعْـدَها قَد أَشْـعَـلـوا الخَيْماتِ نـارا لَـمَـحَـت عَـيْـنـايَ أَطْـفـالاً صِغارا
في رِداهـــا الــنّــارْ تَـنْـدِبُ
الكَـرّارْ
مـا دَرَوْا أَنَّ عَـلــيــلاً كــــانَ فـيـهـا هكَـذا الـظــالِــمُ إِنْ كانَ سَـفـيـهــا
يَـهْـتِـكُ الـحُـرْمَـة يُـنْـزِلُ الـنِّـقْـمَـة
فَـعَـلِــيُّ بـنُ الـحُـسَـيْـنِ بـنِ عـلـيِّ هُـوَ بالـدّيــنِ الـسَّـمـاوِيِّ وَصِـيّــي
سادِسُ العِـصْـمَـة
يَـحْـفَـظُ الأُمَّــــة
===========
روحــي تَـبْـقى ظِــــلاًّ في
حِـفْظِ السَّجـادِ
إِنْ ســاروا في رَكْــبٍ قَـــهْــراً بــالأَقْــــيــــادِ
أَحْـمـي ظَـهْـراً يُـحْـنى من سَوْطِ
الـجَـلاّدِ
أَحْـمـي كَـــفّـــاً يُـــدْمـى مِن ثِـقْـلِ الأَصْـفـادِ
---------------
(4)
وارِثُ الأَنْـبِـيـاءْ في عُــيــونِ الــسَّــمــاءْ
فَـانْـدِبوني واحُسَيْناً إن جَرى بَـحْـرُ الـدِّمـاءْ
--------------------
تَـغَـشّى اللَّيْلُ مَـحْـزونـاً و حالُ الكَوْنِ في رُعْبِ
أَتى الأَطْـفـالُ في شَـوْقٍ و بـاتـوا كُـلُّـهُـم جَــنْــبـي
يُـــنـــادونـي بِـــدَمْـــعـــاتٍ: حُسَيْنٌ قُـمْ مِنَ الـتُّــرْبِ
حُسَيْنٌ عُـدْ لَـنـا كَـهْـفـاً يَــضُــمُّ الـكُـلَّ بالـحُـبِّ
حُسَيْنٌ مَـن غَـداً يَحْـنـو إِذا سِـرْنــا مَــع الـرَّكْــــبِ
إِذا صِــــرْنــــا كَـــمــا وَرْدٍ ذَبــولٍ من أَسى الضَّرْبِ
===========
هل تُرى يُرْضيكَ أَنْ نَمْشي أُسارى نَـنْـظُـرُ الـفَـرْحَـــةَ بــالـشّـامِ
جِـهـارا؟
تُنْصَبُ الأَعْيادْ تَظْهَرُ الأَحْـقـادْ
نَـسْـتُـرُ الأَوْجُـهَ عَـن نَـظْـرَةِ فُــرْجَـة أَوَلْـسـنـا فَـوْقَ كُـلِّ الـخَـلْـقِ حُجَّة؟
نَـلْـمَـحُ الـذِّئْـبـا يَـرْتَـقـي الصَّعْبا
سـادَةُ الأَرْضِ و عُـــمّــارُ الـمَـدائِــنْ عِـنْـدَ أَبْـنـاءِ ابْـنِ هِــنْـــدٍ
كَـرَهــــائِــنْ!
تَـجْـرَعُ الخَـوْفـا تَـرْتَـجـي
العَطْفا
هل يَكونُ العيدُ في قَتْلِكَ ظُلْمـا؟! قَلْبُهم عَـن نَـهْـجِـكَ المَعْـصــومِ
أَعْمى
حارَبوا العِصْمَة
ضَـلَّـلـوا الأُمَّــة
===========
هل تَدْري في يَـوْمٍ نَـلْـقـى
الـرَّأْسَ الباسِمْ؟
مَدْمِيّاً في طَـشْـتٍ عِـنْـدَ الـطّـاغي الظّالِـمْ
ضَـمَّـتْـهُ في شَــوْقٍ شِـبْـهُ الـزَّهْــرا فـاطِــــمْ
حَتّى ماتَـتْ حُـزْناً تَـشْـكـو اللهَ الــرّاحِـــمْ
---------------
حسين الجني
3/11/2013
الرادود: عبد الأمير الستراوي
موكب عزاء الجمعية الحسينية (البلاد القديم) – خارج ليلاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق